الاثنين، ديسمبر 23، 2013

لماذا أصبحت ظاهرياً منذ أن كنت طالباً في كلية الهندسة :)

طيب يا عم وائل اشمعنى يعني المنهج الظاهري اللي اخترته عشان تنتسب له؟؟؟ ماله الحنفي ولا المالكي ولا الشافعي ولا الحنبلي !!!!
شوف يا سيدي، ماهو لما تروح لكل "شيخ" ويقول لك "تأويل" خاص به للآيات والأحاديث بناء على فهمه، وتحريم لأشياء بناء على هذا "التأويل" وتجدهم كلهم يقولوا إن تأويلهم هو الصح وتأويل المذاهب التانية غلط،
لما تلاقي كده تقول على طول أكيد ده مش الدين اللي ربنا تعبَّدنا به، دين لكل "شيخ" !!! ده شئ لا يمكن !! فضلاً عن ان الآيات تتكلم عن الرد في التنازع لله ورسوله ،، ولو الرد ده حيكون برضه بتأويل حسب كل واحد، يبقى الرد لله ورسوله عند التنازع مش حيحل المشكلة وحيفضلوا مختلفين برضه!!! طب ليه أمرنا ربنا بالرد لله ورسوله (القرءان وصحيح السنة) عند التنازع لو ده مش حل التنازع !!!
كنت متأكد إن فيه حاجة أنا معرفهاش هي الحل. لحد ما لقيت الشيخ الطبيب/جمال القصاص،، الذي حضرت دروسه في الفقه في أحد المساجد وكان يدرِّس من كتاب "فقه السنة"و"نيل الأوطار-للشوكاني"، وكان دائما ما يجادله الإخوة "السلفيون" كثيراً بأحاديث يرونها "حسن لغيره" وهو يقول ضعيفة !!! وكانوا يجادلونه بالقياس فيرد "أهل الظاهر لا يقيسون" ،، وكانوا يجادلونه بالتأويل والقصد فكان يقول "دلالة الظاهر هي الحق إلا عند استحالتها أو تعارضها مع ظاهر نص آخر"
فتعجَّبت من هذا الرجل -بارك الله في عمره وعلمه- من هم "أهل الظاهر" الذي يتكلم عنهم؟!!! ماذا يعني بأنهم لا يقيسون وان الحديث الحسن لغيره ضعيف !!!!
ذات مرة تحدَّث في مسألة مس المصحف للجنب و قال جائز !!! قلت يا خبر أبيض !!! وبعد ذلك اكتشفت أنه لا دليل ظاهر على المنع من ذلك، والأصل في الأشياء الإباحة،
وذات مرة أشار للجميع على الستارة الفاصلة بين النساء والرجال في المسجد وقال هذه بدعة !!! ولم تحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان في مسجد سلفي :) فجادلوه أشد جدال فتبسَّم ولم يتراجع عن قوله
ومن ساعتها عرفت معنى الظاهرية ومن هم ، ولماذا لم يسموا أنفسهم "الحزمية" مثل المذاهب الأربعة.
وانضبطت النصوص كلها عندي على أصل ثابت هو الظاهر، هو اليقين، هو القرءان وصحيح السنة، لا للظنون لا للتأويل إلا فيما استحال حمله على الظاهر فقط. لا أحد يزيد في شرع الله ولا ينقص منه بالتأويل والقياس والرأي والاحتياط وسد الذرائع وتقليد الشيوخ.
لا اتباع إلا لنصوص الوحي، قرءان وصحيح سنة، فهم غاية البيان والوضوح، ظاهر لا باطن فيه، بيان لا لبس ولا غموض فيه، يقين لا ظن فيه، كمال بلا زيادة ولا نقصان.

السلفية و الظاهرية ،، حوار عن العقيدة

الظاهرية يوضِّحون كلام ابن حزم الذي قد يبدو ملتبس العبارة الذي جعل "البعض" يتهمه بالجهمية.
الفرق بين "السلفية" والظاهرية:- أن الظاهرية يستعملون المنطق السليم وقواعد اللغة العربية وظاهر الكلام في اثبات عقيدة "تفويض الكيف"، وهو ما يطلق عليه"السلفية" في حين أن بعض أهل الحديث يزندقون المنطق ويتركون علم الكلام بالكلية بسبب ما أحدث فيه الـمُحدِثون، عقيدتنا هي تفويض الكيف،وليس تفويض المعنى،ولا تأويل اللفظ،هذه عقيدة الظاهرية ولله الفضل والمنة
فقط يتحدث الظاهرية عن الموضوع بعقلانية أكثر من بعض دعاة "السلفية" الذين أساءوا في عرض المنهج بعض الشئ ، الظاهرية ولله الحمد حلَّت لي مشاكل كثيرة،ففي الفقه اختلافات واسعة وتأويلات كثيرة،أبتعد عنها بظاهريتي وألجأ للظاهر الثابت، وفي العقيدة أيضاً نفس الكلام،اللغة العربية فيها ألفاظ ولها معاني معروفة،فكلمة "يد" في اللغة معروفة والله عز وجل يقبض بها ويبسط، أما السؤال عن "كيف" هي يد الله ، وكيف يقبض ويبسط ،، فهذا فيه التفويض،تفويض علم الكيف لله،بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل
الاختلاف بين "السلفية" و الظاهرية "منهجي" وليس نتائجي في أغلبه ،، فالنتيجة واحدة "تفويض كيف" ولكن باستعمال أدوات اللغة والمنطق،وليس تقليد "السلف" ، هذا المصطلح الذي لم يضبطه أحد،فمن الناس من يعني بهم الصحابة ومنهم من يضم له التابعين،ومنهم من يضم لهم الأئمةالأربعة،أما التقليد عند الظاهرية مرفوض تماماً،،وعلينا "الاتباع" بالدليل والبرهان وليس لأشخاص حتى لو كانوا على الحق،فنحن معهم بالدليل والبرهان، أعطيك مثال للاختلاف بينهما.
الظاهرية يعتقدون يقينا بنبوة (وليس رسالة) النساء،لوجود النص على الوحي لأم موسى مثلاً فهي نبية،وأما الرسل فرجال بالنص،لأن النبوة هي مجرد الوحي،فكل من يوحى إليه من الناس رجال أو نساء نبي،أما الرسالة فتبليغ شرع "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً"،ومن ينتسبون للسلف قد يختلفون معنا هنا،وقد يسخرون منا،ولكننا على الظاهر واللغة،لا نفارقهم لحكم عرف ولا شئ،هذا بعض من الخلاف، أيضاً قد ينسب البعض لله "العينين" مثلاً لأنه "يرى" ونحن لا نثبت إلا ما ورد بالنص،فالنص به "عين" و "أعين" وليس "عينين" فلا يحل لي نسبة ذلك لله إلا بنص،،نعم نقول الله بصير ويرى وله عين وأعين،،ونقف عند ذلك،،ولا نسمي الله بغير ما تسمى ولا نصفه بغير ما وصف به نفسه ولا نشتق له اسماً من فعل يفعله وهذا من تمام ظاهريتنا،فالبعض ينسب لله اسم "الضار" والعياذ بالله بسبب "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" ولا نقول إلا ما جاء به النص،ولا نتعداه قيد أنملة،وغيرنا قد يفعل ذلك بحكم "القياس" ، ونحن لا نقيس
ولك أن تتخيل أني منذ أكثر من عشرين سنة أدخلني "سلفي" في معمعة تضليل فرق بعينها في العقيدة ولم أحب الانتقاص من أحد ثم هداني الله لرد أحسبه شافياً،فقلت له عندما أقول لك "إيدي على كتفك" فهذا معناه "ساعدني" وهذا ما مع المؤولة من الحق،لكن ينقصهم أن مجرد قول ذلك يعني اثبات أن لي يد وله كتف،ولكن المعنى المقصود من العبارة مجازي،فاندهش لبساطة حجتي وسألني هل قرأت في الموضوع قبل ذلك؟ فقلت لا ثم سكت عني ولم يخاطبني في تلك المعمعة بعد ذلك.
هذا باختصار ما دار من حوار بيني وبين صديق عن ما هو الفرق بين "العقيدة السلفية" و "عقيدة الظاهرية" إن صح التعبيران.
والله أعلى وأعلم.

السبت، ديسمبر 07، 2013

دستور ٢٠١٣ و قطعي الثبوت قطعي الدلالة

عارف يعني إيه "قطعي الثبوت قطعي الدلالة" عند الجمهور مش عند الظاهرية يعني إيه؟!! عند الجمهور أن قطعي الثبوت هو المتواتر فقط قراءان وسنة متواترة وهي لا تتعدى مائة حديث على أقصى تقدير،وده اللي قاله "برهامي" في النسخة بتاعته القديمه لما قال"كده انتوا بتحذفوا البخاري ومسلم من الشريعة"، وده صحيح لأن الأحاديث الصحيحة هي أحاديث آحاد وهي عند الجمهور لا تفيد القطع ولكن تفيد الظن الراجح،،خذ الثانية:-ومعنى قطعي الدلالة يعني كمان مش كل آيات القرءان والأحاديث المتواترة،لأ،ده اللي له معنى قطعي مايختلفش عليه اتنين من الجمهور اللي بيأوِّل (مش من الظاهرية الذين لا يُأوِّلون) وده مش موجود أبداً غير في آيات لا تتعدى صوابع اليدين،ممكن تضيف لهم صوابع يدين حد كمان معاك(بس لازم يكون سلفي برهامي)،مثل آية تتحدث عن رقم فده غير قابل للتأويل،لكن كل آية تتحدث باللغة العربية فهي حمَّالة أوجه لا حصر لها من المجاز والكناية و و و.
عارف بأه يعني إيه قطعي الثبوت عند الظاهرية،هو القرءان وكل ما صح من حديث عن رسول الله متواتر أو غير متواتر.
ومعنى قطعي الدلالة فهو كل نص أصلاً،لأن دلالة الظاهر قطعية لا خلاف عليها.
فقط قد يُختَلَف على دلالة الظاهر عند تعارض ظاهر نص مع ظاهر نص آخر فساعتها نتجِّه للجمع بطُرُقِه المتعددة والتي أيضاً هي طرق منطقية يقينية قطعية،ولو حدث اختلاف فيها فهو نادر بشري حتمي لا يؤثر على أصل القطع للدلالة بالنص.
عرفت ليه بأه "السلفي البرهامي" بيضحك عليك ويقول لك ٢١٩ انتصار للشريعة،وبعدين يرجع يقول لك حذفها انتصار للشريعة!! لأن كلامه تنطع وزيف كلامه لا قطعي الثبوت ولا قطعي الدلالة ولا كلام من يعي من يقول أصلاً.
وعرفت ليه بأه أنا "ظاهري" عشان محدش يتنطَّع ويعمل عليا "برهامي".
فإن كنت برهامياً فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تكمل هذا الطريق.
وإن كنت ظاهرياً فلتحمد الله على نعمته عليك فهي نعمة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة :)
#انتهى

الجمعة، نوفمبر 15، 2013

Objective Vs Subjective الموضوعية و الذاتية

الموضوعية objectivity ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، الذاتية subjectivity #الذاتية_والموضوعية ، ركز العلم كل الأبحاث والدراسات والنظريات على الموضوعية،،وليس مجاله الذاتية،،حتى ظهر الاحتياج لدراسات الذاتية خاصة مع الادراك الانساني. الموضوعية هي وصف الشئ Object كما هو ،،، بدقة علمية ووصف وقياس سلي. الذاتية Subjectivity هي "إدراك" الشخص المعين لذلك الشئ ورؤية الخاصةوالشخصية التي قد تختلف تماماً عن حقيقة الشئ التي تم توصيفها علمياً. عندما قال "الفريد كورزيبسكي" مقولته الساحرة البسيطة لكن فائقة التعبير "الخريطة ليست هي الطريق" حدثت نقلة نوعية واحتياج للذاتية. رمزية مقولته أن الطريق هو الموضوعية،وفهم الطريق ذاتيا يحتاج لخريطة.قد يرسمها الانسان مطابقة للواقع لو كان موضوعياً،والعكس لو كان ذاتياً. خرائط الانسان الذهنية وتصوراته الذهنية للعالم الواقعي بأفكاره التجريدية والأشياء المادية تختلف من شخص لآخر،وتتأثر بالنشأة والبيئة. كلما تجرد الانسان للحقيقة كل الحقيقة ولا شئ سوى الحقيقة،كلما اقترب من الموضوعية،وكلما بعد وانغمس في حصيلة تجاربه السابقة تأثرت خريطته. هذا الفخ يقع فيه كل إنسان! إلا تحلة القسم، ووظيفة العالِم هو فك الارتباط بين الموضوع والشخص لنخلص للحقيقة الموضوعية الصافي. أختم لكم بقصة يحكيها علماء النفس عن مريض نفسي يعتقد أنه جثة(ميت)! حاول معه الأطباء ولم يفلحوا في إقناعه حتى وصل أحدهم لفكرة جديدة. جاء بإبرة صغيرة وقال له سأبين لك أنك حي ووخزه بالإبرة فسال الدم فقال له أترى؟ أنت لست جثة الجثث لا تسيل الدماء من الجراح، فسكت المريض ليستوعب "الطريق" الجديد ليحاول رسم "الخريطة" الجديدة،،تعرفون ماذا حدث ؟!، قال المريض هذه أول مرة أعرف أن الجثث تنزف الدماء !!،،، للأسف انتصرت "الخريطة" الفاسدة على "الطريق" الحق. ياتُرى كم مرة كنا مثل هذا المريض وقاومنا الحق وانتصرت خرائطنا وتصوراتنا على الحقيقة أو "كابرنا"و"عاندنا" ونفينا الحق لمخالفته خريطتنا. وأخيراً تذكروا المثل العربي "عنزة ،،،،،،، ولو طارت" :)

كلمات خالدة لابن حزم ٤:عن حديث "لا يبولن أحدكم في الماء الراكد...."

ابن حزم:وأما تشنيعهم علينا بالفرق بين البائل المذكور في الحديث(لا يبولن أحدكم فى الماء الراكد ثم يتوضأ منه)،وغير البائل الذي لم يذكر فيه بجواز وضوءه من هذا الماء، فلو تدبروا كلامهم لعلموا أنهم مخطئون في التسوية بين البائل الذي ورد فيه النص وغير البائل الذي لا نص فيه، وهل فرقنا بين البائل وغير البائل إلا كفرقهم معنا بين الماء الراكد المذكور في الحديث وغير الراكد الذي لم يذكر فيه؟ وإلا فليقولوا لنا ما الذي أوجب الفرق بين الماء الراكد وغير الراكد ولم يوجب الفرق بين البائل وغير البائل؟ إلا أن ما ذكر في الحديث لا يتعدى بحكمه إلى ما لم يذكر فيه بغير نص، وهل البائل وغير البائل إلا كالزاني وغير الزاني والسارق وغير السارق والمصلي وغير المصلي؟ لكل ذي اسم منها حكمه، وهل الشنعة والخطأ الظاهر إلا أن يرد نص في البائل فيحمل ذلك الحكم على غير البائل وهل هذا إلا كمن حمل حكم السارق على غير السارق، وحكم الزاني على غير الزاني، وحكم المصلي على غير المصلي، وهكذا في جميع الشريعة.

،كلمات خالدة لابن حزم ٣ : لماذا تحررت الظاهرية من قيد العادات إلى سعة الشريعة في مسائل المرأة

قال علي:اختلف الناس فقالت طائفة إذا ورد الأمر بصورة خطاب الذكور فهو على الذكور دون الإناث إلا أن يقوم دليل على دخول الإناث فيه واحتجوا بأن قالوا إن لكل معنى لفظا يعبر عنه فخطاب النساء افعلن وخاطب الرجال افعلوا فلا سبيل إلى إيقاع لفظ على غير ما علق عليه إلا بدليل قال علي وبهذا نأخذ وهو الذي لا يجوز غيره والدليل الذي استدلت به الطائفة الأولى هو أعظم الحجة عليهم وهو دليلنا على إبطال قولهم لأن لكل معنى لفظا يعبر به كما قالوا ولا بد ولا خلاف بين أحد من العرب ولا من حاملي لغتهم أولهم عن آخرهم في أن الرجال والنساء وأن الذكور والإناث إذا اجتمعوا وخوطبوا أخبر عنهم أن الخطاب والخبر يردان بلفظ الخطاب والخبر عن الذكور إذا انفردوا ولا فرق وأن هذا أمر مطرد أبدا على حالة واحدة. فصح بذلك أنه ليس لخطاب الذكور خاصة لفظ مجرد في اللغة العربية غير اللفظ الجامع لهم وللإناث ألا أن يأتي بيان زائد بأن المراد الذكور دون الإناث فلما صح لم يجز حمل الخطاب على بعض ما يقتضيه دون بعض إلا بنص أو بإجماع فلما كانت لفظة افعلوا والجمع بالواو والنون وجمع التكسير يقع على الذكور والإناث معا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الرجال والنساء بعثا مستويا وكان خطاب الله تعالى وخطاب نبيه صلى الله عليه وسلم للرجال والنساء خطابا واحدا لم يجز أن يخص بشيء من ذلك الرجال دون النساء إلا بنص جلي أو إجماع لأن ذلك تخصيص الظاهر وهذا غير جائز وكل ما لزم القائلين بالخصوص فهو لازم لهؤلاء وسيأتي ذلك مستوعبا في بابه إن شاء الله تعالى فإن قالوا فأوجبوا الجهاد فرضا على النساء قيل لهم وبالله تعالى التوفيق لولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة إذ استأذنته في الجهاد لكن أفضل الجهاد حج مبرور لكان الجهاد عليهن فرضا ولكن بهذا الحديث علمنا أن الجهاد على النساء ندب لا فرض لأنه عليه السلام لم ينهها عن ذلك ولكن أخبرها أن الحج لهن أفضل منه ومما يبين صحة قولنا أن عائشة وهي حجة في اللغة لما سمعت الأمر بالجهاد قدرت أن النساء يدخلن في ذلك الوجوب حتى بين النبي صلى الله عليه وسلم لها أنه عليهم ندب لا فرض وأن الحج لهن أفضل منه ونحن لا ننكر صرف اللفظ عن موضوعه في اللغة بدليل من نص أو إجماع أو بضرورة طبيعة تدل على أنه مصروف عن موضوعه وإنما يبطل دعوى من ادعى صرف اللفظ عن موضوعه في اللغة بلا دليل فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليها حملها الخطاب بلفظ خطاب الذكور على عموم دخول النساء في ذلك وفي هذا كفاية لمن عقل فإن قالوا فأوجبوا عليهن النفار للتفقه في الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قلنا وبالله تعالى التوفيق نعم هذا واجب عليهن كوجوبه على الرجال وفرض على كل امرأة النفقة في كل ما يخصها كما
ذلك فرض على الرجال ففرض على ذات المال منهن معرفة أحكام الزكاة وفرض عليهن كلهن معرفة أحكام الطهارة والصلاة والصوم وما يحل وما يحرم من المآكل والمشارب والملابس وغير ذلك كالرجال ولا فرق ولو تفقهت امرأة في علوم الديانة للزمنا قبول نذارتها وقد كان ذلك فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وصواحبه قد نقل عنهن أحكام الدين وقامت الحجة بنقلهن ولا خلاف بين أصحابنا وجميع أهل نحلتنا في ذلك فمنهن سوى أزواجه
عليه السلام أم سليم وأم حرام وأم عطية وأم كرز وأم شريك وأم الدرداء وأم خالد وأسماء بنت أبي بكر وفاطمة بنت قيس ويسرة وغيرهن ثم في التابعين عمرة وأم الحسن والرباب وفاطمة بنت المنذر وهند الفراسية وحبيبة بنت ميسرة وحفصة بنت سيرين وغيرهن ولا خلاف بين أحد من المسلمين قاطبة في أنهن مخاطبات بقوله تعالى {وأقيموا لصلاة وآتوا لزكاة وركعوا مع لراكعين} {شهر رمضان لذي أنزل فيه لقرآن هدى للناس وبينات من لهدى ولفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد لله بكم ليسر ولا يريد بكم لعسر ولتكملوا لعدة ولتكبروا لله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} و {يأيها لذين آمنوا تقوا لله وذروا ما بقي من لربا إن كنتم مؤمنين} و {حرمت عليكم لميتة ولدم ولحم لخنزير ومآ أهل لغير لله به ولمنخنقة ولموقوذة ولمتردية ولنطيحة ومآ أكل لسبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على لنصب وأن تستقسموا بلأزلام ذلكم فسق ليوم يئس لذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم وخشون ليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم لأسلام دينا فمن ضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن لله غفور رحيم} و {وليستعفف لذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم لله من فضله ولذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال لله لذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على لبغآء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض لحياة لدنيا ومن يكرههن فإن لله من بعد إكراههن غفور رحيم} و {يأيها لذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فكتبوه وليكتب بينكم كاتب بلعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه لله فليكتب وليملل لذي عليه لحق وليتق لله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان لذي عليه لحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بلعدل وستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل ومرأتان ممن ترضون من لشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما لأخرى ولا يأب
لشهدآء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند لله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم وتقوا لله ويعلمكم لله ولله بكل شيء عليم} و {فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على لناس حج لبيت من ستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن لله غني عن لعالمين} و {ثم أفيضوا من حيث أفاض لناس وستغفروا لله إن لله غفور رحيم} و {إنما يريد لشيطان أن يوقع بينكم لعداوة ولبغضآء في لخمر ولميسر ويصدكم عن ذكر لله وعن لصلاة فهل أنتم منتهون} و {وبتلوا ليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فدفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوهآ إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بلمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بلله حسيبا} وسائر أوامر القرآن وإنما من لجأ إلى هذه المضايق في مسألة أو مسألتين تحكموا فيها وقلدوا فاضطروا إلى مكابرة العيان ودعوى خروج النساء من الخطاب بلا دليل ثم رجعوا إلى عمومهن مع الرجال بلا رقبة ولا حياء قال علي وقد قال الله تعالى {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} وقال أيضا {وأنذر عشيرتك لأقربين} فنادى عليه السلام بطون قريش بطنا بطنا ثم قال يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد فأدخل النساء مع الرجال في الخطاب الوارد كما نرى فإن قال قائل فقد قال تعالى {يأيها لذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نسآء من نسآء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بلألقاب بئس لاسم لفسوق بعد لإيمان ومن لم يتب فأولئك هم لظالمون} وقال زهير وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء فالجواب وبالله تعالى التوفيق إن اللفظ إذا جاء مرادا به بعض ما يقع تحته في اللغة وبين ذلك دليل فلسنا ننكره فقد قال تعالى {يأيها لناس تقوا ربكم إن زلزلة لساعة شيء عظيم} فلا خلاف بين لغوي وشرعي أن هذا الخطاب متوجه إلى كل آدمي من ذكر أو أنثى ثم قال تعالى {لذين قال لهم لناس إن لناس قد جمعوا لكم فخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا لله ونعم لوكيل} فقام الدليل على أن المراد ههنا بعض الناس لا كلهم فوجب الوقوف عند ذلك لقيام الدليل عليه ولولا ذلك لما جاز أن يكون محمولا إلا على عموم الناس كلهم قال أبو محمد وقد سأل عمرو بن العاص رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك فقال عائشة قال ومن الرجال قال أبوها ثناه عبد الله بن يوسف عن أحمد بن فتح عن عبد الوهاب بن عيسى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن علي عن مسلم بن الحجاج أنبأ يحيى ثنا خالد بن عبد الله عن خالد هو الحذاء عن أبي عثمان هو النهدي قال أخبرني عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس باللغة التي بعث بها فحمل اللفظ على عمومه في دخول النساء مع الرجال حتى أخبره السائل أنه أراد بعض من يقع عليه الاسم الذي خاطب به فقبل ذلك منه عليه السلام وهذا هو نص مذهبنا وهو أن نحمل الكلام على عمومه فإذا قام دليل على أنه أراد به الخصوص صرنا إليه ولا خلاف بين المسلمين في أن قوله تعالى {قل لا أجد في مآ أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير لله به فمن ضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم} واقع على إناث الخنازير كوقوعها على ذكورها بنفس اللفظ للنوع كله وقد اعترض بعضهم بحديث ذكروه من طريق أم سلمة رضي الله عنها فيه أن النساء شكون وقلن ما نرى الله تعالى يذكر إلا الرجال فنزلت {إن لمسلمين ولمسلمات ولمؤمنين
ولمؤمنات ولقانتين ولقانتات ولصادقين ولصادقات ولصابرين ولصابرات ولخاشعين ولخاشعات ولمتصدقين ولمتصدقات ولصائمين ولصائمات ولحافظين فروجهم ولحافظات ولذاكرين لله كثيرا ولذاكرات أعد لله لهم مغفرة وأجرا عظيما} قال علي وهذا حديث لا يصح البتة ولا روي من طريق يثبت حدثنا محمد بن

سعيد بن نبات قال أحمد بن عبد البصير ثنا قاسم بن إصبغ ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار بندار ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن حصين قال سمعت عكرمة يقول قالت أم عمار يا رسول الله يذكر الرجال في القرآن ولا يذكر النساء قال فنزلت {إن لمسلمين ولمسلمات ولمؤمنين ولمؤمنات ولقانتين ولقانتات ولصادقين ولصادقات ولصابرين ولصابرات ولخاشعين ولخاشعات ولمتصدقين ولمتصدقات ولصائمين ولصائمات ولحافظين فروجهم ولحافظات ولذاكرين لله كثيرا ولذاكرات أعد لله لهم مغفرة وأجرا عظيما} قال علي وهذا مرسل كما نرى لا تقوم به حجة وثناه أيضا محمد بن سعيد النباتي ثنا أحمد بن عبد البصير ثنا قاسم بن أصبغ ثنا الخشني ثنا محمد بن المثنى حدثنا مؤمل ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت أم سلمة يذكر الرجال في الهجرة ولا نذكر فنزلت {فستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فلذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها لأنهار ثوابا من عند لله ولله عنده حسن لثواب} وقالت أم سلمة يا رسول الله لا نقطع الميراث ولا نغزو في سبيل الله فنقتل فنزلت {ولا تتمنوا ما فضل لله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما كتسبوا وللنسآء نصيب مما كتسبن وسألوا لله من فضله إن لله كان بكل شيء عليما} وقالت أم سلمة يذكر الرجال ولا نذكر فنزلت {ورد لله لذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى لله لمؤمنين لقتال وكان لله قويا عزيزا} قال علي ويقال إن التفسير لم يسمعه ابن أبي
نجيح من مجاهد ثنا بذلك يحيى بن عبد الرحمن عن أحمد بن دحيم عن إبراهيم بن حماد عن إسماعيل بن إسحاق ولم يذكر مجاهد سماعا لهذا الخبر عن أم سلمة ولا يعلم له منها سماع أصلا وإنما صح أنهن قلن يا رسول الله غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما فجعل لهن عليه السلام يوما وعظهن فيه وأمرهن بالصدقة وكذلك صح ما روي في خطبته عليه السلام في العيد وأمره النساء أن يشهدن ثم رأى عليه السلام أنه لم يسمعهن فأتاهن فوعظهن قائما أتاهن عليه السلام إذ خشي أنهن لم يسمعن وإلا فقد كان يكفيهن جملة كلامه على المنبر
قال أبو محمد والصحيح من هذا ما حدثناه عبد الله بن يوسف بالسند المتقدم ذكره إلى مسلم حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي وأبو معن الرقاشي وأبو بكر نافع وعبد الله بن حميد قال هؤلاء الثلاثة ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا أفلح بن سعيد حدثنا عبد الله بن رافع وقال يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو هو ابن الحارث أن بكيرا حدثه عن القاسم بن عباس الهاشمي عن عبد الله بن رافع مولى ابن أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كنت أسمع الناس يذكرون الحوض ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوما من ذلك والجارية تمشطني فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس فقلت للجارية استأخري عني قالت إنما دعا الرجال ولم يدع النساء فقلت إني من الناس ثم ذكرت الحديث قال علي في هذا بيان دخول النساء مع الرجال في الخطاب الوارد بصيغة خطاب الذكور قال أبو محمد واحتج بعضهم بقوله تعالى {إن لمسلمين ولمسلمات ولمؤمنين ولمؤمنات ولقانتين ولقانتات ولصادقين ولصادقات ولصابرين ولصابرات ولخاشعين ولخاشعات ولمتصدقين ولمتصدقات ولصائمين ولصائمات ولحافظين فروجهم ولحافظات ولذاكرين لله كثيرا ولذاكرات أعد لله لهم مغفرة وأجرا عظيما} فالجواب وبالله التوفيق أنه لا ينكر التأكيد والتكرار وقد ذكر الله تعالى الملائكة ثم قال {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن لله عدو للكافرين} وهما من الملائكة ويكفي من هذا ما قدمناه من أوامر القرآن المتفق على أن المراد بهذا الرجال والنساء معا بغير نص آخر ولا بيان زائد إلا اللفظ وكذلك قوله {يأيها لذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فكتبوه وليكتب بينكم كاتب بلعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه لله فليكتب وليملل لذي عليه لحق وليتق لله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان لذي عليه لحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو
فليملل وليه بلعدل وستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل ومرأتان ممن ترضون من لشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما لأخرى ولا يأب لشهدآء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند لله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم وتقوا لله ويعلمكم لله ولله بكل شيء عليم} بيان جلي على أن المراد بذلك الرجال والنساء معا لأنه لا يجوز في اللغة أن يخاطب الرجال فقط بأن يقال لهم {يأيها لذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فكتبوه وليكتب بينكم كاتب بلعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه لله فليكتب وليملل لذي عليه لحق وليتق لله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان لذي عليه لحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بلعدل وستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل ومرأتان ممن ترضون من لشهدآء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما لأخرى ولا يأب لشهدآء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند لله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضآر كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم وتقوا لله ويعلمكم لله ولله بكل شيء عليم} وإنما كان يقال من أنفسكم فإن قالوا قد تيقنا أن الرجال مرادون بالخطاب الوارد بلفظ الذكور ولم نوقن ذلك في النساء فالتوقف فيهن واجب قيل له قد تيقنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهن كما هو إلى الرجال وإن الشريعة التي هي الإسلام لازمة لهن كلزومها للرجال وأيقنا أن الخطاب بالعبادات والأحكام متوجه إليهن كتوجهه إلى الرجال إلا ما خصهن أو خص الرجال منهن دليل وكل هذا يوجب ألا يفرد الرجال دونهن بشيء قد
صح اشتراك الجميع

فيها إلا بنص أو إجماع وبالله تعالى التوفيق قال علي وإن العجب ليكثر ممن قال بخلاف قولنا من الحنفيين والمالكيين ثم هم يأتون إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الواطىء في رمضان بالكفارة فقالوا الواجب على المرأة من مثل ذلك ما على الرجل فأي مجاهرة أشنع من مجاهرة من يأتي إلى خطاب عام لجميع أهل الإسلام فيريد إخراج النساء منه ثم يأتي إلى خطاب لرجل منصوص عليه لم يذكر معه غيره فيريدون إلزامه النساء بلا دليل ثم تناقضوا في ذلك فألزموا الموطوءة الواطىء ولا نص في الموطوءة ولم يلزموا المظاهرة ما ألزموا المظاهر والعلة على قولهم واحدة وهي قوله {لذين يظاهرون منكم من نسآئهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا للائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من لقول وزورا وإن لله لعفو غفور} والمظاهرات قد قالت ذلك وقد أوجب عليها مثل ما يجب على المظاهر قوم كثير من العلماء وهكذا أحكام من تعدى حدود الله عز وجل واتبع الرأي والقياس وبالله تعالى التوفيق.

كلمات خالدة لابن حزم ٢ : عمَّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

ابن حزم وكلام رائع عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم:وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة رضي الله عنهم ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا طعنوا فيها ولا ذكروا فيه جرحة تحطه عن الإمامة ولا أحدثوا إمامة أخرى ولا جددوا بيعة لغيره هذا ما لا يقدر أن يدعيه أحد بوجه من الوجوه بل يقطع كل ذي علم على أن كل ذلك لم يكن فإذ لا شك في كل هذا فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته ولو أرادوا ذلك لأحدثوا بيعة غير بيعته هذا ما لا شك فيه أحد ولا ينكره أحد فصح أنهم إنما نهضوا إلى البصرة لسد الفتق الحادث في الإسلام من قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ظلماً وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الاراغة والتدبير عليهم فبينوا عسكر طلحة والزبير وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم في دعوى حتى خالطوا عسكر علي فدفع أهله عن أنفسهم وكل طائفة تظن ولا شك أن الأخرى بدأ بها بالقتال واختلط الأمر اختلاطاً لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه والفسقة من قتلة عثمان لا يغترون من شن الحرب وإضرامه فكلتي الطائفتين مصيبة في غرضها ومقصدها مدافعة عن نفسها ورجع الزبير وترك الحرب بحالها وأتى طلحة سهم غاير وهو قائم لا يدري حقيقة ذلك الاختلاط فصادف جرحاً في ساقه كان أصابه يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف ومات من وقته رضي الله عنه وقتل الزبير رضي الله عنه بوادي السباع على أقل من يوم من البصرة فهكذا كان الأمر.

كلمات خالدة لابن حزم ١ : هل لآل البيت فضلٌ بالقرابة فقط

ابن حزم: ويُكَذِّبُ هذا الظن الفاسد {أن لذوي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً بالقرابة فقط} قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد (لا أغني عنك من الله شيئاً) يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً ، وأَبْيَنُ من هذا كله قول الله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) " وقوله تعالى " لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم " وقوله تعالى " واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً " وقال تعالى وذكر عاداً وثموداً وقوم نوح وقوم لوط ثم قال " أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ " فصح ضرورة أنه لا ينتفع أحد بقرابته من رسول الله صلى الله عليه ولا من نبي من الأنبياء والرسل عليهم السلام ولو أن {ذلك} النبي ابنه أو أبوه وأمه نبية ، وقد نص الله تعالى في ابن نوح ووالد إبراهيم وعم محمد على رسل الله الصلاة والسلام ما فيه الكفاية وقد نص الله تعالى على أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا فصح ضرورة أن بلال وصهيبا والمقداد وعمار وسالماً وسلمان أفضل من العباس وبنيه عبد الله والفضل وقم ومعبد وعبيد الله وعقيل بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعهم بشهادة الله تعالى فإذ هذا لا شك فيه ولا جزاء في الآخرة إلا على عمل ولا ينتفع عند الله تعالى بالأرحام ولا بالولادات وليست الدنيا دار جزاء فلا فرق بين هاشمي وقرشي وعربي وعجمي وحبشي وابن زنجية والكرم والفوز لمن اتقى الله عز وجل

الخميس، نوفمبر 14، 2013

الظاهرية للجميع

#الظاهرية_للجميع قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته يوم إحدى الغزوات قبل صلاة العصر:-لا يُصَلِّيَنَّ أحدَكُم العصرَ إلا في بني قُريظة،،،فلم ينتظروا أذان العصر وذهبوا إلى بني قريظة فوراً،وهم في الطريق اقترب الغروب، فاختلفوا،،فمجموعة قالت نصلي العصر قبل المغرب وقبل أن نصل بني قريطة فالنبي "يقصد" أن نسرع ولا "يقصد" أن تخرج عن وقتها، ومجموعة قالت لا،بل أمر النبي(ص) أن لا نصلي العصر إلا في بني قريظة ولن نصليها إلا في بني قريظة ولو وصلنا بعد وقت المغرب طاعة لرسول الله، فصلاها الفريق الأول في الطريق قبل الوصول وقبل المغرب،،وصلاها الفريق الثاني في بني قريظة بعد المغرب تنفيذاً لظاهر أمر رسول الله(ص)، لذلك انقسمت مدارس الفقه إلى "مقاصديين" و "ظاهريين" فالمقاصدي يقول دائماً الآية قصدها كذا لأنه مش ممكن كذا (مع إنه قد يكون ممكناً)!! والظاهريون قالوا بل نحمل كل نصوص القرءان والسنة على الظاهر إلا إذا استحال حملها على الظاهر استحالة يقينية أو كونية،،أو تعارض ظاهر مع ظاهر آخر،،فنصير للجمع بينهما بأن أحدهما خاص والآخر عام،،أو هذا مطلق والآخر مقيد،وهكذا، مدرسة الظاهر جعلت الحكم على النصوص "موضوعي" فقط بلا تدخل من العالم فقط يحكم بظاهر النص كما تقضي قواعد معاني اللغة العربية وقوانين المنطق وكلاهما مُتَيَقَّن ،، أو ضرورة يقينية من حقائق كونية متيقنة ،، وهكذا ،، فانتصروا للموضوعية على الذاتية في الفقه ،، فتحرر فقههم من العادات والتقاليد والمعروف والمألوف لارتباط كل ذلك بزمن ومكان وأشخاص محددين،،وتمسَّك فقههم بظاهر النص كما قُلتُ فصار يعبر عن الحقيقة المتجردة ،، فأعطى المرأة حقها على سبيل المثال،،ومنع إدعاءَ حِكمٍَ ومقصودات لأحكام ما مثل "الردع" في الحدود،، فقالوا الحدود للإيلام فقط،،ولا يجوز إسالة دم ولا جرح يتعفن ولا شئ سوى الألم فقط ومن زاد عن ذلك بدعوى الردع فهو مدعٍ على الله ما لم يقله،،وليضرب إذن بحديد فهذا أردع!!!!! وقالوا من أسال دم أو جرح وعفَّن لحم فعليه قود أي تعويض واجب ،، والأمثلة كثيرة في التوقف على ظاهر النصوص، ونكتفي بهذا القدر الآن.

الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

عن البدعة

سألني أحد الإخوة الأفاضل عن البدعة ما هي وذلك عندما تكلمت عن أن البدع موجودة في كل الفرق والطوائفة من شيعة وصوفية وأهل السنة وغيرهم. فأما البدعة فقد وردت في الحديث بلفظ وتعريف جامع مانع:-ألا "إن كل محدثة بدعة"،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار. فالحديث صحيح صريح واضح في أن كل ما يستحدث في الدين وذلك من تغيير حكم لشئ من إباحة إلى تحريم ومن تحريم إلى إباحة ومن أي حكم لآخر، كل ذلك بدعة،فعصر التشريع انتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم،فاستحداث حكم أو عبادة أو تخصيص عبادة بوقت محدد لم يرد أو بفضل لم يثبت، كل ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة،ولا يُشَغِّب مُشَغِّبٌ ويقول فالصلاة على الحصير وإنارة المساجد تكون بدعة،فالبدعة في الأحكام والعبادات، وليست في الأحوال والعادات،لأن الأصل في العادات الإباحة،والأصل في الأحكام/العبادات التوقيف(أي التوقف عند النص الـمُبَيِّن للحكم/العبادة).
لذا كان أفضل من عرف البدعة تعريفاً صحيحاً يستند للنصوص الإمام العلامة الشاطبي،،فقد ألف كتاب الاعتصام عن البدعة وتعريفها وقال هي:-طريقة في الدين مخترعة،تضاهي الطريقة الشرعية،يقصد بالسلوك عليها زيادة تعبد لله. ويأتي السؤال المشهور الذي تتناوله الأجيال عندما جمع عمر بن الخطاب المسلمين على إمام واحد في صلاة القيام في رمضان قال "نِعمَت البدعة" ففعلها ومدحها فكيف ذلك؟ أولا استخدام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكلمة البدعة هنا ليس وحي ولا عمر رضي الله عنه معصوم حتى نستدل بقوله وعمله،،ثانياً استخدامه صحيح لغة لكن القيام وفي ليالي رمضان ومع إمام واحد كل ذلك ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فما ذلك ببدعةإلا بالمعنى اللغوى بينما هي إحياءسنة ، وعلى ذلك أيضاً معنى الحديث المشهور"من سَنَّ سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"،وهو محمول على إحياء قيمة اسلامية وردت بالنصوص كان الناس قد هجروها فأحياها وسنَّها أحد من جديد،وذلك لأن الله يقول"اليوم أكملت لكم دينكم"،فالدين اكتمل بوفاة الرسول وانقطاع الوحي، ولا يجوز لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه لا حكم ولا عبادة ولا شعيرة ولا شئ،،،ولو اعتصمنا -كما أشار الشاطبي- بالسنة وابتعدنا عن البدعة لتم لنا نقاء الدين الخالص لوجه الله،،أن نعبد الله مخلصين له الدين وأن توافق عبادتنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،فبذلك فلنعتصم #انتهى

الثلاثاء، يونيو 04، 2013

من غير لف ودوران

شوف يا سيدي نظرية #النسبية لكل شئ فى كل شئ نظرية تبدو مقنعة،وكلام السبعة انت شايفها ثمانية وأنا شايفها سبعة والكلام ده،، حلو قوى ،، لكن يا صديقي السبعة ولا الثمانية دي لازم حضرتك تكون حاجة من الاتنين ومستحيل تكون سبعة وثمانية،فأحد القولين صحيح والآخر خطأ ،، طب نعمل إيه؟نتأكد طبعاً ونبحث لحد ما نجيب آخرها،ولا نستقر إلا بدليل وبرهان،طيب لو ماتأكدناش خلاص ساعتها كلٌ حسب اجتهاده،بس ماننكرش على بعض، بس فيه حاجة ثابتة دايما وماتتغيرش اسمها "اللغة"،الكلام هو اللي بينقل المواضيع لمسافات وأزمنة بعيييدة،وهو اللي باقي والصور وغيرها سيمحى ، وبالذات فى القوانين والعلوم، اللغة والكتابة أهم شئ،،يمكن يكون فى الفنون والآداب فيه تصوير ونحت وكده، لكن العلم له لغة الكتابة.
المهم، تقولي بأه "وجهات نظر"،الكلام ده ينفع فى التنظير الدنيوي،لكن فى مجال الدين فيه نص،كلام مكتوب،نفهمه بوضوح وبقواعد اللغة العربية ، ولما يختلف عليك المعنى فالاحتمالات لا تنتهي،الظاهر والواضح والبيان هو الدلالة التى تنقذك،لأن بدونها سيضيع النص بين متشدد ومتساهل ،سيضيع بين بدوي ومدني! بين شرقي وغربي! بين قوي وضعيف! كل واحد حيعمل له دين خاص بشخصيته والشخصيات اللي زيه أو التابعة ليه!! الكلام ده ماينفعش،إلا في حالة فعلاً تعارض ظاهر مع ظاهر آخر،ساعتها يتجمع مابينهم بطرق كثيرة وساعتها ممكن نختلف بس خلاف بسيط جداً، خلاف سببه النص وكلاهما محتمل،مش خلاف سببه فهمك للنص!! النص ثابت ومقدس وواضح وظاهر وبيِّـن ،بيانه اللغة العربية والمنطق وضرورة العقل والحِس.
كل التوهان واللف والدوران ده عشان أقولك،أنا ليه ظاهري المنهج،عشان مايتوِّهنيش "شيخ" أو "داعية" أو "منافق" في أن الدين حمَّال أوجه !! لا يا سيدي حمَّال أوجه دي تنفع بره المحكمة #شاهد_ماشفش_حاجه ، لكن هنا عند الوحي القسم الرسمي والله العظيم أقول الحق،والحق ظاهر واضح.
وبصفتي عرفت ناس من كل الأصناف :)) إشي سلفي على إخواني على أزهري على ليبرالي على علماني، فكلهم بيختلفوا فى الدلالة والمقصود من نصوص الدين، مين بأه المرجع حضرتك؟؟ العلماء. أيوه أنهي علماء؟ السلفيين ولا الإخوانيين ولا الأزهريين؟؟؟؟ فانتهيت لإن المرجع الثابت الوحيد هو ظاهر النص، ظاهر النص واضح وسهل ويفهمه كل إنسان ببساطة،،ويا عمي ألاقي شيخ يقول اللحية فرض والتاني لأ دي مباح حلقها !! إيييه يا جدعان!!! لا يا عم الشيخ ،، الظاهر بيقول إيه؟؟ بيقول اللحية أمر ، والأمر واجب ، خلاص انتهينا، كوني بأه ملتحي ولا مش قادر التحي دي قصة تانية. وواحد يقول لي الكلب نجس والتاني لأ لعابه بس والتالت مش نجس خالص! الظاهر بيقول إيه؟؟؟؟ بيقول مش نجس ،، طويب :)) .
يا عم الله يسترك ماتدخلنيش فى حوارات ولف ودوران،وشيخ عايز يشدد وشيخ عايز يبحبح،،وتلففني وتدوخني ولفة كمان وتاخد خمسة وسبعين قرش!! وتوتة توتة فرغت الحدوتة ،، ومن يومها وهو "السندباد الظاهري" وائل السنهوري :))

أسطورة مصرية ( دي غير حدوتة مصرية تماماً :) )

يبدو أن الثورة كما أخرجت أجمل ما فينا،،فقد أخرجت أيضاً أقبح ما فينا!! المهم إنها أخرجت وخلاص !! فبعد خسارة تتح فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية،،وحصول صبَّح على نسبة عالية وخسارته برضه،،تحولت الدنيا إلى دنيا أخرى ١٠٠٪ #حقيقةعلمية ،، بعد كده انقسم الناس نصفين،،نصف "إخوانجي" ونصف "ثورجي" !!!! وبعد كده انقسم كل نصف إلى أقسام برضه المهم فى الآخر تظل الأقسام إخوانجي وثورجي!!!
فقط من يقول للآخرين انتوا إخوانجية بيتغيروا بس :))) ،، وبعد ما كان الجميع فى خندق واحد،، الخندق طلع مَصْفَه !!!! وربنا يُستُر. وبعد انقلاب الدنيا إلى إخوانجي و ثورجي ،، جاء موعد برنامج عالم الحيوان ، فالإسلامي بقى اسمه "خروف"،،والعلماني والليبرالي بقى اسمه "خنزير":(،، موش بس كده،،لأ ،، الأصدقاء بقوا "يشتموا" بعض حقيقة مش مجرد اختلاف فى الرأي،، والشتيمة بقت شعار المرحلة ،، اشتم حتى أراك :((،، والخلاف لم يعد سياسياً بقدر ما هو "ثأر" ،، فيه ناس حست انها اتخدعت واتغرغر بيها وبعد ما اتفت ولا مؤاخذة بقوا بيتفوا فى خلق الله كلهم :(( ،، وخللي بالك إن الثورة مالهاش دعوة خالص سعادتك،،العيب فيكو يا ف حبايبكم أما الثورة يا روحي عليها ،، وتقول الأسطورة أن الشباب الطاهر الذي جاء من كوكب "طاهورو" استقل الطبق الطائر بتاع الساعة ٦ الصبح عائداً لكوكبه، بعد ما اتهزق بعد الثورة :(( ،، و ڤيروس الشتيمة اتبعه أعراض جامدة مثل البلوك ، والأنفريند ،، لمجرد النقاش فقط !! ،، وبعد ما كنا عايزين نتعرف على بعض بقينا عايزين نخنق بعض!! وكل الصفحات الفيسبوكية اللى جمعت الناس أصبح الآن وظيفتها تجاري الوضع،، صفحات "إخوانجية" وصفحات "ثورجية" أومااااال،، دي صابونة ودي صابونة !! بس يا سيدي وعنها و فؤاد المهندس قعد يهز الشجرة اللي عليها الثوار كلهم فطار كل واحد على بلده،،إخوانيا وليبراليا وعلمانيا ويساريا #حقيقةعلمية ، المهم بأه فى الأسطورة هو "الشعب"،، اللى هو زي ما بيقول سلطان السُكَّري،على رأي المثل "الشرطة فى خدمة الشعب" ،، الشعب اللى اتبهدل معاكم !! الشعب ده بأه اتقال عنه كل حاجة ،، كل حاجة والعكس ،، لما الشعب بقى ماشي يقول "مش مصدق نفسي يا لمبي ، ولو مش عاجبك الكدة،دوق السجق سعادتك"!! وتحكي الإسطورة إن الشعب الواعي اللي زي الضربة،بقى يسكت يسكت ويطلع فى الانتخابات والاستفتاءات وبس،،غير كده شعاره"إهري يا مهري وأنا على مهلي" ، وقالهاالشعب مدوية:من الشعب المصري العظيم إلى النُخَب كلها نشكركم على حسن تعاونكم وإلى لقاء آخر فى عمليات أخرى بإذن الله،فى صحتك كاسين خروب:) ، والمنطق ركب الطبق الطائر مع الشباب الطاهر ونزل كوكب كوميديا !! انطلقققققققققق :) ، وأنا من هذا المزنق أطالب كل القوى لأنها اتفقت على مكايدة بعضها فقط،أن تغير السلام الوطني إلى"والنبي لنكيد العُزَّال ونقول اللى ماعمره اتقال" غناء وتلحين خالد الذكر محرم فؤاد (بدل خالد الذكر سيد درويش وكدهون). وتوتة توتة فرغت الأسطورة :)

الجمعة، مايو 17، 2013

ما معنى عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ؟!

ابن حزم : وأما قوله : «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» فقد علمنا أنه لا يأمر بما لا يقدر عليه، ووجدنا الخلفاء الراشدين بعده قد اختلفوا اختلافاً شديداً، فلا بد من أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها: إما أن نأخذ بكل ما اختلفوا فيه، وهذا ما لا سبيل إليه، ولا يقدر عليه، إذ فيه الشيء وضده ولا سبيل إلى أن يورث أحد الجد دون الإخوة بقول أبي بكر وعائشة، ويورثه الثلث فقط، وباقي ذلك للإخوة على قول عمر، ويورثه السدس وباقيه للإخوة على مذهب علي. وهكذا في كل ما اختلفوا فيه، فبطل هذا الوجه، لأنه ليس في استطاعة الناس أن يفعلوه فهذا وجه. أو يكون مباحاً لنا بأن نأخذ بأي ذلك شئنا، وهذا خروج عن الإسلام، لأنه يوجب أن يكون دين الله تعالى موكولاً إلى اختيارنا، فيحرم كل واحد منا ما يشاء، ويحل ما يشاء، ويحرم أحدنا ما يحله الآخر، وقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} وقوله تعالى:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }، وقوله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } يبطل هذا الوجه الفاسد، ويوجب أن ما كان حراماً حينئذ فهو حرام إلى يوم القيامة، وما كان واجباً يومئذ فهو واجب إلى يوم القيامة، وما كان حلالاً يومئذ فهو حلال إلى يوم القيامة. وأيضاً فلو كان هذا لكنا إذا أخذنا بقول الواحد منهم فقد تركنا قول الآخر منهم، ولا بد من ذلك فلسنا حينئذ متبعين لسنتهم، فقد حصلنا في خلاف الحديث المذكور، وحصلوا فيه شاؤوا أو أبوا. ولقد أذكَرَنَا هذا مفتياً كان عندنا بالأندلس وكان جاهلاً، فكانت عادته أن يتقدمه رجلان، كان مدار الفتيا عليهما في ذلك الوقت، فكان يكتب تحت فتياهما: أقول بما قاله الشيخان، فقضى أن ذينك الشيخين اختلفا، فلما كتب تحت فتياهما ما ذكرنا، قال له بعض من حضر: إن الشيخين اختلفنا؟ فقال: وأنا أختلف باختلافهما. قال أبو محمد: فإذ قد بطل هذان الوجهان فلم يبق إلا الوجه الثالث، وهو أخذ ما أجمعوا عليه، وليس ذلك إلا فيما أجمع عليه سائر الصحابة رضوان الله عليهم معهم، وفي تتبعهم سنن النبي والقول بها. وأيضاً فإن الرسول إذا أمر باتباع سنن الخلفاء الراشدين لا يخلو ضرورة من أحد وجهين:إما أن يكون أباح أن يسنوا سنناً غير سننه، فهذا ما لا يقوله مسلم، ومن أجاز هذا فقد كفر وارتد وحل دمه وماله لأن الدين كله إما واجب أو غير واجب، وإما حرام وإما حلال، لا قسم في الديانة غير هذه الأقسام أصلاً، فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سنة لم يسنها رسول الله ، فقد أباح أن يحرموا شيئاً كان حلالاً على عهده إلى أن مات، أو أن يحلوا شيئاً حرمه رسول الله ، أو أن يوجبوا فريضة لم يوجبها رسول الله ، أو أن يسقطوا فريضة فرضها رسول الله ولم يسقطها إلى أن مات، وكل هذه الوجوه من جوز منها شيئاً فهو كافر مشرك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف، وبالله تعالى التوفيق، فهذا الوجه قد بطل ولله الحمد. وأما أن يكون أمر باتباعهم في اقتدائهم بسنته ، فهكذا نقول ليس يحتمل هذا الحديث وجهاً غير هذا أصلاً.

الخميس، مايو 16، 2013

النص بين أهل الظاهر و أهل القياس

يقول الإمام ابن القيم:والقسم الثالث(الرأي موضع الاشتباه):سوغوا العمل والفتيا والقضاء به عند الاضطرار إليه حيث لا يوجد منه بد،ولم يُلزِموا أحدا العمل به،ولم يحرموا مخالفته،ولا جعلوا مخالفه مخالفا للدين،بل غايته أنهم خيروا بين قبوله ورده:فهو بمنزلة ما أبيح للمضطر من الطعام والشراب الذي يحرم عند عدم الضرورة إليه كما قال الإمام أحمد:سألت الشافعي عن القياس فقال لي:عند الضرورة.وكان استعمالهم لهذا النوع بقدر الضرورة لم يفرطوا فيه ويفرعوه ويولدوه ويوسعوه كما صنع المتأخرون بحيث اعتاضوا به عن النصوص والآثار،وكان أسهل عليهم من حفظها،كما يوجد كثير من الناس يضبط قواعد الإفتاء لصعوبة النقل عليه وتعسر حفظه،فلم يتعدوا في استعماله قدر الضرورة،ولم يبغوا العدول إليه مع تمكنهم من النصوص والآثار،كما قال تعالى في المضطر إلى الطعام المحرم:{فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}،فالباغي:الذي يبتغي الميتة مع قدرته على التوصل إلى المذكى،والعادي الذي يتعدى قدر الحاجة بأكلها.
فها هو يقرر أن القياس ضرورة كالميتة ، وأنه رأي غير مُلزِم ولا يحرُم مخالفته ، ولا من خالفه كان مخالفاً للدين. وتشبييه للقياس بالميتة وليس بالتيمم مثلاً له إيحاءات كثيرة ، ونقله كلام الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي عن القياس أنه كالضرورة فقط.
المهم أنى نقلت هذا الكلام فسألنى أحد الأصدقاء الأحباء فى الله مزيد توضيح فكتبت له هذا الكلام:-
قلت : شوف يا سيدي لماذا أنا بستشهد بكلام ابن القيم؟ لأنه من أهل القياس ، وبعض الشيوخ من أهل القياس يذم ابن حزم وينتقص منه بل ويقول أن خلاف أهل الظاهر لا يعتد به !! لأنهم لا يفقهون !! فمنكر حجية القياس عندهم ذاهب العقل والعلم !!! ، وأستشهد به لهم لأن بعضهم سيستنكر كلام ابن القيم وبعضهم سينتقص من ابن القيم نفسه !!! ثم يتجه للانتقاص من ابن تيمية ،، وساعتها ألوذ بما أمرني به الحبيب(ص) بالصمت (فلتقل خيراً أو لتصمت)،وأنفذ وصيته بترك المِراء ولو كنت محقاً، وأعتقد أن هؤلاء "البعض من الشيوخ" ليسوا سوى مقلدين لأشخاص وليسوا أصحاب مذهب واجتهاد يستمعون للحجة والبرهان والدليل ، إذ الأمر عندهم إذا جاء من أئمتهم فهو الحق، ولو جاء من غير أئمتهم فهو الباطل، وهذا الاختبار لأن كثيرون يجهلون ابن حزم فينتقصون منه لكم الاشاعات المنتشرة عنه وأعطيهم فائدة حسن الظن فاستشهد بكلام عالم من فريق أهل القياس فإن رفضه هو الآخر فالأمر تقليد لناس بعينهم وليس لدليل،فهذا كلام الشافعي نفسه وابن حنبل عن القياس ، وهم يضربون به عرض الحائط!! إذن شكراً ، وأتولى إلى الظل كعادتي :) وأقول ربِّ إنى لما أنزلت إلي من خير فقير :)
المهم نرجع لتعريف القياس، القياس كما عرفه أهله هو : إلحاق حكم فى مسألة ورد بها النص بمسألة أخرى لم يرد بها النص لاتحادهما فى علة الحكم. مبدئياً أهل القياس يسلمون بمسائل لم ترد بها نصوص ، والظاهرية لا يسلمون بذلك، ولكنهم يقولون أن عمومات النصوص واللغة كافية للحكم على كل النوازل إلى يوم القيامة بالنص وليس بالقياس ، فمثلا النص يقول "كل ذي ناب من السباع محرم" فكان كا ذي ناب من السباع عرفه العرب أو لم يعرفوه وقت نزول الوحي وعرفناه نحن بعد انقطاع الوحي فهو محرم بنص الوحي وليس لم يرد به النص فنلخقه بحكم شئ آخر ورد به النص لعلة مشتركة بينهما كما يقول أهل القياس .
فلو ظهر لنا حيوان وكان ذي ناب من السباع فهو محرم بالنص ،، ولكن إذا ورد النص مثلاً مثلاً "أكل الكلب حرام" فبطريقة أهل القياس سيقولون أن الكلب سبع فيكون كل سبع محرم ،، وقد يغفلون موضوع الناب فيحرمون كل سبع وليس كل ذي ناب "من" السباع ،، هذا مثال للتوضيح . ومثال حقيقي هو: فاس الإمام الشافعي وجوب غسل الإناء من ولوغ الخنزير سبعاً احداهن بالتراب على نص ولوغ الكلب لأن الخنزير أسوأ حالاً من الكلب . بل و نجَّس الكلب بناء على هذا النص وهنا نقطتان يفرقان بين الظاهري والشافعي :)
١- الإمام الشافعي رضوان الله عليه "فهم" من الأمر بالغسل من الولوغ أن الكلب أو لعابه -على خلاف- نجس ، في حين أن الظاهرية يقرون النص بالأمر بالغسل ولا يقرون بفهم وجوب نجاسة ما يغسل ! كيف يعني؟ يعنى الظاهرية يقولون أن القضية الملفوظة لا تفيد سوى نصها فقط بالإضافة إلى ما تفيده من "الدليل" اليقيني الدلالة وغير ذلك ظنى (وسأتكلم عن الدليل لاحقاً بتفصيل بإذن الله) ، يعنى أن عادة يكون الأمر بالغسل أو التطهر من نجاسة ولكن ليس شرطاً ، فأمر الله بالطهور للصلاة وليس البدن نجساً،وأمرنا بغسل الجنابة وغسل من الحيض وغسل الجمعة و و و ، وليس ذلك بنجس . فالأمر بالغسل تعبدي والحكم بالنجاسة تعبدي، وأيضاً الاستقذار النفسي للشئ ليس حكم شرعي بالنجاسة.
٢- بعد ذلك الفهم ،، قاس الخنزير على الكلب "قياس الأولى" فالخنزير نجس وأقذر فكان الغسل مما ولغ فيه أولى من الكلب.
ولكن الظاهرية يقرون بالغسل من الكلب، كل "كلب"، وليس الخنزير كلباً، ولو أردت أن تسمي الحكم لكل كلب قياساً فكما شئت :) ولكن هذا ليس بقياس بل هو نص "كلب" يعني "كلب".
نأتي للدليل عند الظاهرية الذي هو جمع بين نصوص لاستخراج حكم من النصوص المجموعة لا يخرج عنها وليس ظني مثل القياس بل هو يقيني كل مرة مثل قواعد الرياضيات المتيقنة فى الاستنتاج:-
يقول ابن حزم عن "الدليل" :" وأما الدليل المأخوذ من النص ، فهو ينقسم أقساما ً سبعة كلها واقع تحت النص ".
القسم الأول : أن يتضمن النص مقدمتين ينتج عنهما نتيجة ليست موجودة في المقدمتين. واستدل ابن حزم بهذا القسم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر وكل خمر حرام " مسلم ، فكان كل مسكر حرام ، وقد ذهب بعض الفقهاء مثل ابن عبد البر المخالفين لابن حزم بأن هذا النوع من الاجتهاد هو قياس في حد ذاته. لكن مع التحقيق الدقيق في هذا النوع نجد أنه مخالفا ً تماما ً لقياس الفقهاء ، لأنه على المنهج البرهاني الموافق لفكر أرسطو الذي يعتمد على مقدمتين. وهذا ما قرره ابن حزم حيث قال : " فهاتان المقدمتان دليل برهاني على أن كل مسكر حرام "
القسم الثاني : شرط معلق بصفة فحيث وجد فواجب ما علق بذلك الشرط ، مثل قول الله تعالى : " إن تنتهوا يغفر لهم ما قد سلف " ، فقد صح بهذا أن من انتهى غفر له . ولا يمكن القول بأن في هذا القسم أي قياس لأن الشرط معلق بصفة فمتى وجد الانتهاء حصلت المغفرة ، وهذا يفهم من دلالة اللفظ .
القسم الثالث : لفظ يفهم منه معنى فيؤدى بلفظ آخر يدل على نفس المدلول، وهذا نوع يسمى بحدود الكلام أي (المتلائمات). كقوله تعالى : " إن إبراهيم لأواه حليم " , فيفهم من هذه الآية فهما ً ضروريا ملزم أن إبراهيم عليه السلام ليس بسفيه . وهذا ليس بقياس بشكل من الأشكال لأنه هذا معنى واحد يعبر عنه بألفاظ شتى .
القسم الرابع: أقسام تبطل كلها إلا واحد فيصح ذلك الواحد . يعني أن يكون الشيء غير منصوص على حكمه ، فإما أن يكون حراما ً وإما أن يكون فرضا ً ، فإن لم يكن لا حراما ً ولا فرضا ً ؛ فهو إذا ً مباح . وكما هو معروف أن الاستصحاب هو استصحاب الحالة الأصلية إذا لم يوجد نص على تحليل أو تحريم الشيء فيكون حكمه الإباحة حتى يقوم دليل على الفرضية أو التحريم.

القسم الخامس : يطلق ابن حزم على هذا القسم القضايا المتدرجة ، أي التدرج من الأعلى إلى الأسفل ، فالدرجة العليا فوق الوسطة ، والدرجة الوسطة فوق السفلى ، فالدرجة العليا فوق السفلى وإن كان لم ينص على أنها فوقها. ومثال ذلك : أبو بكر أفضل من عمر ، وعمر أفضل من عثمان ، فمن الطبيعي والمنطقي أن أبا بكر أفضل من عثمان .

القسم السادس : يسمى بعكس القضايا ، وهو أن الكلية الموجبة تنعكس جزئية أبدا ً. وقال ابن حزم عن هذا القسم : " كل مسكر حرام ، فقد صح بهذا أن بعض المحرمات مسكر وهذا هو الذي يسميه أهل الكلام بحدود الكلام ، عكس القضايا ، وذلك أن الكلية الموجبة تنعكس جزئية أبدا ً"
القسم السابع : وعرف ابن حزم هذا القسم بأنه لفظ ينطوي فيه معان جمة ، مثل عمرو يأكل ، فهذا يتضمن أن عمرو حي ، وأنه لو جوارح يأكل بها ، وأنه ذو آلات يصرفها . وكذلك مثل قول الله تعالى : " كل نفس ذائقة الموت " ، فصح من ذلك أن عمرو يموت ، وأن وزيد يموت ، وأن زينب تموت ، وأن كل ذي نفس يموت وإن لم يذكر اسمه.
فهذه هي أقسام الدليل المأخوذ من النص ، وهي من النصوص . وكما هو واضح من خلال الأمثلة المستشهد بها لكل قسم ، تجدها كلها واقعة تحت النص وغير خارجة عنه ، وبقي ابن حزم ملتزما ً لما قرره بأن الدليل مأخوذ من النص وليس في المسألة أي ميول للقياس كما قال الفقهاء المخالفين لابن حزم .
فالدليل عند الظاهرية هو نص وبرهان يقيني من النص ، وليس إحتمالي ظني ، مقدمات يقينية تؤدي لنتائج يقينية ،، المنطق وأشكال ڤِن -فاكرها؟ :) - وأكبر من و أصغر من والكل والجزء و و و كل هذا يقين لا لبس فيه وغيره قد يصيب أحيناً وقد يخطئ . طيب نعطي مثال لما يقولونه من "خزعبلات" أهل الظاهر :)
قال لك يا سيدي إن الظاهرية يقولون بجواز ضرب الولد لوالديه !!! وقالوا أن النهي عن ضربهما ثابت من القياس "قياس الأولى" ، يقول الله "ولا تقل لهما أُفٍ" فكان الضرب بالكف أولى بالنهى من قول الأُف ، ويقولون مؤكدين احتجاجهم علينا "ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره" فالأكبر من الذرة أولى بالمحاسبة ، ولو فتحت فمى وخالفتهم أكون مجنوناً طبعاً!!
والجواب بفضل الله:أولاًالآية التى يستشهدون بها، فأولها يقول :وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، والإحسان لفظ عام مطلق يشمل كل بر لهما وضد كل إساءة لهما، ثم يسرد الله بعد ذلك "بعض" أشكال الإحسان، إما يبلغن عندك الكبر، أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ (واحدة) ولا تنهرهما (ثانية) وقل لهما قولاً كريماً(ثالثة) إلى آخر الآية ، فضلاً عن نصوص من السنة تأمر ببرهما وكيفيات متعددة لذلك ، فالنهى عن ضربهما بالنص وليس بالقياس ،، طيب : يا أخى ما هو بالعقل كده مستحيل ينهى عن الأف وما ينهاش عن الضرب ، والجواب : أن هذا الكلام وإن بدا مقبولاً هنا فلن يقبل فى غير ذلك (مثال الكلب والخنزير) ، فـ"قول الأُف" ليس "ضرب" وهذان اسمان وصفتان غير بعضهما البتة!! وقد يصح هذا الكلام وقد يبطل ولا سبيل لمعرفة صحته من عدمها إلا بالرجوع للنص ، فإن أيده فبالنص نقول وليس بالقياس وإن لم يؤيده فلا نؤيده (مثل مثال الخنزير والكلب)
طيب: مثقال ذرة هذه قياس وانتم يا ظاهرية هكذا وقعتم فى المحظور لو قلتم ان ما زاد عن الذرة لا يحاسب عليه، والجواب بفضل الله: بل أنتم تقعون فى المحظور أولاً :) فبقياس الأولى تثبتون ما زاد عن الذرة وتنكرون ما قَلَّ عنها ، وأما نحن فنقول بنص كلام الله عن ما قل أو كثر عن الذرة "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر" ،، وهو فى كتاب مبين والحمد لله رب العالمين، ونقول برهاناً ظاهراً يقينياً آخر أن ما زاد على الذرة فهو ذرة و ذرة وذرة وهكذا فالألف ذرة هى ذرة وذرة وذرة وهكذا ،،
طيب أمركم عجيب يا ظاهرية والله طب ماقولتوش مده ليه عن "الأف" فالضرب أكبر من الأف
ونقول والحمد لله، الضرب ليست أجزاؤه أف وأف وأف يجتمعون فيكونون ضرباً !!!!!
وهنا يظهر الفرق بين الطريقتين ، فطريقة الظاهرية نصوص نستنبط منها نصوص (الدليل) ونقف على ما حكمت به النصوص ، ولا نتعداها بتحريم أو إيجاب بقياس،، وهذا هو عين الاجتهاد عند الظاهرية أن تجتهد وتبذل قصارى جهدك للبحث عن النص الذي تقع تحته تلك المسألة من عموم نص أو ذليل يقيني واضح لا لبس فيه ، وإن عجزت أنا فليس جهلى وتقصيري بحجة على الله ورسوله ،، ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله.
أقول قولى هذا معترفاً بتتقصيري وجهلي ، ولكن حسبي أنى وعاء أنقل كلام أهل العلم كمثل ورقة يخطون عليها فيرسلونها ،، و رُبَّ مُبَلَّغ (وهو أنتم إخوتي فى الله) أوعى من سامِع (وهو الورقة الناقلة لكم التى خطت ما سمعته فقط كشريط ينقل لكم)
فإن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأً فمنى ومن الشيطان -وأعوذ بالله من شر نفسي وشر الشيطان وشركه- وأنا راجع عن ذلك حياً أو ميتاً . وبالله تعالى التوفيق وما توفيقى إلا بالله
خادمكم وائل السنهوري

الخميس، أبريل 18، 2013

الحديث بين الصِحَّة و الحُسن

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،

سأستكمل اليوم الكلام عن موضوع شائك جداً وهو الحديث الحسن، والتقسيمات الكثيرة للحديث غير تقسيم صحيح/ضعيف

لقد عرفنا الحديث الصحيح بأنه:ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه (من غير شذوذ ولا علة).
والحديث الحسن لم يستقر له تعريف جامع مانع حتى عصر الحافظ بن حجر العسقلاني شارح البخاري، فلقد عرفه بأنه
ما اتصل سنده برواية العدل الذي خَفَّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه (من غير شذوذ ولا علة) ، وعرف بذلك الحديث الحسن الذي أعطاه رتبة "الحسن لذاته" يعني الحديث الذي رتبته حسن من ذات نفسه وإسناده من غير الاعتماد على اسناد آخر من طريق أخرى، وقد عرف الحديث الحسن لغيره هو الحديث الذي فقد شرط الاتصال أو الحفظ للرواي (وليس العدالة للراوي) أو به عِلَّة ما ، ولكنه مروي من طرق أخرى كثيرة تقوي بعضها بعضاً بحيث يصير بذلك الحديث "حسناً" ولكن "بغيره" وليس بذاته فقط، لذا سمي "حسن لغيره" ،،
وتفرع من هذا أيضاً أن الحديث الحسن لذاته إذا روى من طرق كثيرة بسند حسن لذاته فإنها تقوي بعضها بعضاً ليصير الحديث "صحيحاً" ولكن ليس لذاته ولكن "لغيره" وبعذا التقسيم يكون الحديث مقسماً إلى هذه الرتب:-
١-صحيح لذاته
٢-صحيح لغيره
٣-حسن لذاته
٤-حسن لغيره
٥-ضعيف (يمكن أن يتقوى بضعيف مثله إذا وُجِدَ ليصير حسناً لغيره)
٦-ضعيف جداً (لا يتقوى بضعيف جداً مثله لأن سبب الضعف عدم عدالة الراوي وليس سوء حفظه)

وهذا التقسيم هو ما عليه علماء الحديث
وأما الظاهرية فعندهم الحديث صحيح / ضعيف. واحد / صفر . منطق :)

فحديث من خفَّ ضبطه بمعنى أنه يقل عن حد الحفظ الأدنى المطلوب كشرط للصحة والثقة فى الراوي، فحديث ذلك الراوي عندهم لا يفيد العلم بل يفيد الظن وهو ضعيف وجمع ظن وظن وظن لا يفيد سوى ظنون .
أما إن كان معنى خف ضبطه يعني أقل من الحفاظ العظماء ولكنه يزيد عن الحد الأدنى المقبول فى الحفظ والضبط فهنا هذا الحديث المسمى "حسن"، اسمه عند الظاهرية صحيح.

هذا التقسيم الظاهري والتقسيم الخاص بعلماء الحديث يوضح أموراً هامة تبين لماذا اختلف العلماء فى تصحيح أحاديث وتضعيفها فأغلبها كان من رتبة الحسن واختلافهم سببه أنهم يحسنون الحديث حسب اطمئنانهم لحديث هذا الراوي للحسن، فمن ترجح لديه القبول حسَّن ومن ترجح لديه الرفض ضعَّف!

أما الثوابت من الحديث (الصحيح) فله أمارة ووضوح وقوة علم ويقين، وما تفاضل الرواة للصحيح فى عدالتهم وضبطهم بموجب رفض من حديثه فى أدنى درجات الصحة، وزيادة الصحة وقوتها خير ولكن لا يضعِّف القوى جداً القوى فقط :)

لذا اختلف الفقهاء والمحدثون فى تصحيح الحديث وتحسينه وتضعيفه. ولعل هذا يفيد من تعجب من الخلاف فى هذا الأمر :)
والله أعلى وأعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الحديث الصحيح بين الفقهاء والـمُحَدِّثين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،


الحلقة الماضية تكلمنا عن حجة السنة والحديث الصحيح عند الإمام الشافعي وخلافه مع من يقدِّم عليها قول أحد، وخلافه مع من يضعِّفها رغم صحتها،


ونقول ثانية عن الحديث الصحيح لأنه موضوع هام جداً، حسب تعريف علماء الحديث هو"ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة"، ولكن الفقهاء يختلفون معهم قليلاً فأغلبهم يعرِّف الحديث الصحيح:"ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه"
ولكي نعرف الفرق لابد أن نوضح المصطلحات المستخدمة فى التعريفات أولاً:-


١-أول شرط:اتصال السند،،والسند أو الإسناد أو ما يُطلِق عليه البعض "العنعنة" هو سلسلة الرواة من أولها إلى آخرها وهو الصحابي أو النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، ومعنى اتصال السند هو الـمُعَاصَرَة مع إمكانية اللقاء. يعني لو فلان رقم ١ يحدِّث عن فلان رقم ٢ وهكذا فيجب أن يكون هناك فترة من الزمن عاصر فيها الأول الثاني مع احتمالية اللقاء وهذه معناها أن
يَثْبُتَ أن أحدهما تواجد فى بعض الأماكن التى تواجد فيها الآخر، لا أن أحدهما يُعرَف عنه مثلاً أنه لم يُغادر بلداً ما نهائياً والآخر لم يتواجد بتلك البلد مطلقاً، فهذا ولو مع ثبوت المعاصرة انقطاع فى السند وعدم اتصال.

وهناك من صور عدم الاتصال التدليس، وهو أن يروي الثقة عن من سمع منه أحاديث، حديثاً لم يسمعه منه مباشرة بصيغة تحتمل السماع من عدمه وهى "عن"، أو "قال"، فالثقة إذا قال عن/قال فهي على الاتصال، أما الثقة المدلِّس إذا قال عن/قال فهي على الإنقطاع إلا إذا صَرَّح بالسماع مرة أخرى عند روايته لهذا الحديث مرة أخرى بصيغ السماع الواضحة مثل "حدَّثَنا" "أخبَرَنا" "سمِعتُ فلاناً يقول" أو ما شابه

والتدليس أنواع:-
١-١ تدليس الإسناد:وهو أن يحذف المدلس الواسطة بينه وبين من يعنعن عنه،
١-٢ تدليس التسوية:وهو أن يحذف المدلس الواسطة بين أحد من فوقه فى الإسناد ومن يُحدِّثُ عنه هذا الذي فوقه!
١-٣ تدليس الشيوخ والأسماء:وهو أن يذكر أحد من بالإسناد باسم غير معروف له أو كُنيَة لتجهيله لمن يسمع!
وفى كل ماسبق ،لو حذف أو جَهَّلَ ضعيفاً كان ذلك مسقطاً لعدالته.

وأسباب التدليس مشهورة لا يتسع المقام لذكرها.

٢-ثاني شرط:برواية العدل،،عدالة الراوي هي معرفة دينه وصدقه وأمانته، باختصار أنه شاهد "عدل" مقبول شهادته فى القضاء.


٣-ثالث شرط:الضابط،،ضبط الراوي يعني فقهه وفهمه وحفظه لما يروي،وهناك ضبط صدر أي ذاكرة فقط،وهناك ضبط كتاب أي لديه كتاب يحفظ به ما سمعه من الأحاديث، فمن كان ضابط كتاب فلا يُقبَلَ حديثه من الذاكره لأنه لن يضبطه
ويتذكره جيداً.
وكلمة "العدل الضابط" تختصر بـ "ثقة".

وبهذا تنتهي شروط صحة الحديث عند الفقهاء.


٤-الشرط الرابع (عند علماء الحديث):من غير شذوذ،،،والشذوذ مبحث من مباحث العلة التي سيأتي تعريفها فى الشرط الخامس بإذن الله وتعريف الشذوذ هو "مخالفة الثقة فيما رواه لمن هو أوثق منه (أوثق منه بكثرة العدد،أو أوثق منه حفظاً)" بمعنى أن يروي كثيرون ثقات عن فلان حديثاً محدداً ويرويه ثقة آخر بكلام مخالف لهم،،أو يروي ثقة حديثاً عن فلان ويرويه عنه ثقة أحفَظ منه
بكلام مخالف له. وأنواع الخلاف الممكنة هي
٤-١ خلاف إجمال و تفصيل، يعني حديث مختصر التفاصيل وحديث به التفاصيل.
٤-٢ خلاف زيادة/نقص كلمة لا تؤثر على المعنى
٤-٣ خلاف زيادة /نقص كلمة تغير المعنى كأن يكون أحد الحديثين حُكْمُهُ عاماً والآخر خاص.
٤-٤ خلاف تضاد، كأن يحرِّم الشئ حديث، ويحلُّه الآخر.

أما الخلاف الأول والثاني فليس خلافاً على الحقيقة


وأما الخلاف الثالث فالفقهاء يقولون أن هذا ليس خلاف لأنه يُصَار فيه لطرق الجمع بين الأحاديث والآيات عموماً التي تبدوا فى ظاهرها متعارضة، مثل العمل بالأزيد فى المعنى منهما وهو العام مقابل الخاص، أو عند وجود عدد فهو العدد الأكبر، وهكذا من طرق الجمع المعروفة لدي الفقهاء.

والخلاف الأخير وهو التضاد فهو على التحقيق مستحيل عند الفقهاء ، "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" أي أن ما من عند الله فليس فيه تضاد، ولكن ما قد يُظَن أنه تضاد مثل حديث ينهى عن شئ وحديث آخر يبين أن النبى يفعله، هنا يُصار إلى أحد طرق الجمع المعروفة ومنها:
١-تأويل النهي للكراهة فقط وليس التحريم بدليل الفعل
٢-تفسير الفعل بأنه موافق لأصل الإباحة فبالتأكيد هو منسوخ، والناسخ هو الحديث الناهي


٥-الشرط الخامس(عند علماء الحديث):من غير علة،،، والعلة هي "شئ خفي يقدح فى صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه" ، وليس خفاء العلة معناه أن لا وجود لها فيستطيع المُحَدِّث أن يقول هذا حديث معلول بلا توضيح، لا وألف لا وإلا هي الكهانة فى الإسلام، بل لابد أن يوضِّحها لمن خفيت عليه وإلا رُدَّ كلامُه كأن لم يكن. والعلة قد تكون فى المتن (وهي الشذوذ) وقد تكون فى الإسناد،مثل أن يروى الثقة عن الثقة ولكن الثقة الثاني هذا ضابط كتاب وليس صدر ويثبت لدينا أن الثقة الأول سمع منه من حفظه فقط، ولهذا سميت العلة "خفية" لأن من لا يعرف يرى ثقة يحدِّث عن ثقة فيحكم بالصحة.


وللفصل بين الفقهاء والمحدِّثين فى تلك المسألة نحتاج إلى تجرُّدٍ للحق وهو عسير إلا على من يسرَّه الله له. ولا أقول أن الحق مع علماء الحديث لمجرد أن هذا فنهم كما يقولون ، ولكن الحق مع صاحب الدليل والبرهان أياً ما كان.



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

الثلاثاء، أبريل 16، 2013

الإمام الشافعي "ناصر السنة" وكتابه الرسالة

كتاب الرسالة للإمام الشافعي كان أول كتاب يبتدي يعمل تعريفات لكل شئ متداول بين العلماء ولكنه لم يوثق. العلماء كانوا بيستدلوا بالقرءان والسنة والإجماع والقياس، القرءان معروف وواضح لكن السنة المقبول منها والمرفوض اختلفوا فيه،،فأهل الرأي (أبوحنيفة) كانوا يردوا أحاديث صحيحة لأسباب خاصة بهم، وأهل الأثر (مالك) كانوا يقبلوا بأحاديث ضعيفة لأسباب خاصة بهم. الإمام الشافعي أول من وضع قواعد واضحة صارمة لقبول الحديث. عارفين قال إيه؟!

قال الإمام الشافعي:"ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا:
- منها أن يكون من حدث به ثقة في دينه، معروفا بالصدق في حديثه، عاقلا لما يحدث به، عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمع، لا يحدث به على المعنى، لأنه إذا حدث على المعنى وهو غير عالم بما يحيل به معناه: لم يدر لعله يحيل الحلال إلى الحرام، وإذا أداه بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه إحالته الحديث، حافظا إن حدث به من حفظه، حافظا لكتابه إن حدث من كتابه. إذا شرك أهل الحفظ في حديث وافق حديثهم، بريا من أن يكون مدلسا يحدث عن من لقي ما لم يسمع منه ويحدث عن النبي ما يحدث الثقات خلافه عن النبي. ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه، حتى ينتهى بالحديث موصولا إلى النبي أو إلى من انتهي به إليه دونه، لأن كل واحد منهم مثبت لمن حدثه، ومثبت على من حدث عنه، فلا يستغنى في كل واحد منهم عما وصفت."

طبعاً بعد كده العلماء اختصروا التعريف ده إلى "ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة" وطبعاً عرفوا يعني إيه عدل ويعني إيه ضابط ويعني إيه علة ويعنى إيه شذوذ، المهم إن الإمام الشافعي كان أول من حد حداً للصحيح.

بعد كده الإمام الشافعي رد على من يقبل من العدل الضابط أحاديث ويرد منه أخرى بدعوى عدم الإطمئنان!
فيقول الشافعي:"لا يجوز على إمام في الدين أن يقبل خبر الواحد مرة -وقبوله له لا يكون إلا بما تقوم به الحجة عنده- ثم يرد مثله أخرى. ولا يجوز هذا على عالم عاقل أبدا."

ثم رد الإمام الشافعي عن من يقول أن خبر الآحاد (وهو الحديث غير المتواتر، الذي لم يروه سوى فرد واحد فى طبقة واحدة على الأقل من إسناده) يفيد الظن والشك ويجوز تركه بأن من يقول هذا ليس عالماً!
يقول الإمام الشافعي:"ما جاء الخبر فيه من طريق الانفراد: فالحجة فيه عندي أن يُلزِمَ العالمين حتى لا يكون لهم رد ما كان منصوصا منه، كما يلزمهم أن يقبلوا شهادة العدول، لا أن ذلك إحاطة (يقين) كما يكون نص الكتاب (القرءان) وخبر العامة عن رسول الله (المتواتر). ولو شك في هذا شاك لم نقل له: تب، وقلنا: ليس لك - إن كنت عالما - أن تشك، كما ليس لك الا ان تقضي بشهادة الشهود العدول، وإن أمكن فيهم الغلط، ولكن تقضي بذلك على الظاهر من صدقهم، والله ولي ما غاب عنك منهم."
فالشافعي رحمه الله ورضي عنه يؤكد أنه رغم أن حديث الآحاد لا يفيد يقين القرءان والمتواتر من الحديث إلا أنه يفيد العلم الذي لا يجوز الشك فيه وأن الله تعبدنا به كما تعبدنا فى قبول الشهادة من الشهود رغم "ظننا" أنه وارد عليهم الكذب والخطأ، ولإن الله تعبدنا بذلك فهذا الشك لا محل له من الإعراب وهو كما يقول القانونيون الآن هو والعدم سواء.

ثم يفند الشافعى كلام من يقول أنه لو وجدنا فتوى صحابي بخلاف ما صح من الحديث فلا نعمل بالحديث!
فيقول الإمام الشافعي:"وإنما ذكرنا تفرق أصحاب رسول الله ليُستَدَلَ على أن تفرقهم فيما لرسول الله فيه سنة لا يكون إلا على أن لا تبلغ السنة من قال خلافها منهم، أو تأويل تحتمله السنة، أو ما أشبه ذلك، مما قد يرى قائله له فيه عذرا إن شاء الله. وإذا ثبت عن رسول الله الشيء فهو اللازم لجميع من عرفه، لا يقويه ولا يوهنه شيء غيره، بل هو الفرض الذي على الناس اتباعه، ولم يجعل الله لأحد معه أمرا يخالف أمره" ، ويؤكد أيضاً فى مسألة خالف فيها عمر بن الخطاب الحديث الصحيح:"ولو بلغ عمر بن الخطاب هذا لصار إليه - إن شاء الله - كما صار إلى غيره فيما بلغه عن رسول الله، بتقواه لله وتأديته الواجب عليه في اتباع أمر رسول الله، وعلمه بأن ليس لأحد مع رسول الله أمر وأن طاعة الله في اتباع أمر رسول الله."
ويقول بكل وضوح:"وأما أن نخالف حديثا عن رسول الله ثابتا عنه فأرجو أن لا يؤخذ ذلك علينا إن شاء الله. وليس ذلك لأحد، ولكن قد يجهل الرجل السنة فيكون له قول يخالفها، لا أنه عمد خلافها، وقد يغفل المرء ويخطئ في التأويل."

عرفتم دلوقت يعنى إيه سنة وحديث صحيح ومكانة السنة إيه عند عالم رباني زي الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه، هو ده سبب إنهم سمُّوه "ناصر السنة"،رغم إنه كان مش جامع للأحاديث زي العلماء الرحالة فى طلب الأحاديث من هنا وهناك.
كل ده عمله الشافعي رداً على أهل الرأى فى رفض أحاديث صحيحة، ورداً على أهل الأثر فى اعتبارهم لأقوال الصحابة وفتواهم التى تخالف الصحيح من الحديث. واعتذر للصحابة وأجلهم، لكنه مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم نبينا ومعلمنا وقدوتنا الذي يجب علينا اتباع أقواله بأبي هو وأمي.
ماجبتش سيرة الظاهرية وبن حزم :) ، معلش سامحوني فالشافعي أصل الظاهرية "وكان كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فانظر هل لأيهما من عِوَض" كما قال الإمام أحمد بن حنبل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

السبت، أبريل 06، 2013

تعريفات منطقية هامة

العلة:لغة عبارة عن معنى/صفة يَحِلُّ بالـمَحَل فيتغير به حال المحل بلا اختيار،ومنه يسمى المرض علة لأنه بحلوله يتغير حال الشخص من القوة إلى الضعف، وقيل: هي ما يتوقف عليه وجود الشيء ويكون خارجا مؤثرا فيه؛ وقد تم الخلط بينها وبين السبب وتلك آفة الآفات!!
السبب:(لغةً:كل شيء يُتَوصل به إلى غيره)،وهو كل أمر فَعَلَ الـمُختار فعلاً من أجله ولو شاء لم يفعله،كغضب أدى إلى انتصار فالغضب سبب الانتصار ولو شاء المنتصر ألا ينتصر لم ينتصر،وليس السبب موجبا للشيء المسبب منه ضرورة ويقيناً، وهو قبل الفعل المتسبب منه ولابد.
الغرض:هو الأمر الذي يجري إليه الفاعل ويقصده وهو بعد الفعل ضرورة فالغرض من الانتصار إطفاء الغضب وإزالته وإزالة الشيء هي شيء غير وجوده وإزالة الغضب غير الغضب والغضب هو السبب في الانتصار وإزالة الغضب هو الغرض في الانتصار.
العلامة:هي صفة يتفق عليها الإنسانان فإذا رآها أحدهما عَلِمَ الأمر الذي اتفقا عليه، ومن هذا أُخِذَت الأعلام الموضوعة في الفلوات لهداية الطريق والأعلام في الجيوش لمعرفة موضع الرئيس.
المعنى:هو تفسير اللفظ مثل أن يقول قائل ما معنى الحرام؟ فتقول له هو كل ما لا يحل فعله أو يقول ما معنى الفرض؟ فنقول هو كل ما لا يحل تركه أو يقول ما الميزان فنقول له آلة يعرف بها تباين مقادير ووزن الأشياء.

الأحد، فبراير 24، 2013

بحث لنصر الدين المصري عن أدلة إبطال القياس

يقول الباحث نصرالدين المصري عن أحد أدلة إبطال القياس:هل يدل قوله تعالى(فاعتبروا يا أولي الأبصار)على القياس؟،الاعتبار في اللغة مشتق من العبور،والعبور يعني المجاوزة.وسُمِّيَ الاتعاظ بالقول أو الحادثة اعتبارا لأن المتعظ يعبر العلم بالقول أو الحادثة إلى تأمل حكمتها ودلالاتها.ويمكن أن يسمى القياس اعتبارا لأنه يعني المجاوزة والعبور من حكم الأصل إلى حكم الفرع.ولو كان الأمر بالاعتبار في الآية على إطلاقه ويعني القياس من جملة ما يعنيه،فلابد من إلحاق كل صور الاعتبار-التي قد لا تحصى-بالقياس في الوجوب.ولا يخفى على عاقل بطلان ذلك.فلابد ألا ننزع الأمر بالاعتبار من السياق،لأن السياق هو الذي يحدد معنى الاعتبار،قال تعالى(هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين "فاعتبروا يا أولي الأبصار")،هذه الحادثة المذكورة في الآية لا يمكن أن يُقاس عليها حكما،لكن يُتعظ بها،فيكون الاعتبار هنا بمعنى الاتعاظ وهو كما قلت تجاوز وعبور العلم بالحادثة إلى تأمل حكمتها ودلالاتها،ولعل من أهم هذه الدلالات أن غلبة ظن المؤمنين لا تتفق مع مراد الله،فعلى المتعظ الاعتبار بذلك وألا يركن إلى غلبة ظنه،وفي تلك العظة إبطال للقياس لأن القياسيين يركنون إلى الظنون.كما نجد أن لفظ العبرة لا يأتي في القرآن إلا بمعنى الاتعاظ،وهذه المواضع التي ورد فيها:(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)،(قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )،(وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين)،(يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)،(فكذب وعصى - ثم أدبر يسعى - فحشر فنادى - فقال أنا ربكم الأعلى - فأخذه الله نكال الآخرة والأولى - إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)من ذلك نفهم معنى الاعتبار في الآية هو الاتعاظ.ونعلم أن فيها ما يُبطل القياس لا ما يدل عليه،ولو كان الاعتبار بمعنى القياس لجاء الأمر بالاعتبار بعد حكم يُقاس عليه لا بعد حادثة يتعظ بها.فاعتبروا من ذلك! :)

الاثنين، فبراير 18، 2013

ابن حزم: الأسماء المنقولة عن معانيها الظاهرة الحقيقية

الأسماء المنقولة عن معانيها:

١-أحدها نقل الاسم عن بعض معناه الذي يقع دون بعض، وهذا هو العموم الذي استثني منه شيء ما فبقي سائر مخصوصاً من كل ما يقع عليه كقوله تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }.

٢-والوجه الثاني نقل الاسم عن موضوعه في اللغة بالكلية، وإطلاقه على شيء آخر، كنقل الله تعالى اسم الصلاة عن الدعاء فقط، إلى حركات محدودة من قيام وركوع وسجود وجلوس وقراءة ما، وذكر ما، لا يتعدى شيء من ذلك إلى غيره. وكنقله تعالى اسم الزكاة عن التطهر من القبائح إلى إعطاء مال محدود بصفة محدودة، مع نقل اللفظ عما يقتضيه ظاهره إلى معنى آخر، وهذا الباب يسمى في الكلام وفي الشعر الاستعارة والمجاز، ومنه قوله تعالى:{ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } ومثل هذا كثير.

٣-والوجه الثالث: نقل خبر عن شيء ما إلى شيء آخر اكتفاء بفهم المخاطب كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} وإنما أراد تعالى أهل القرية وأهل العير، فأقام الخبر عن القرية والعير مقام الخبر عن أهلها. وكقوله تعالى: {ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}فأوقع تعالى الحكم على الحلف، وإنما هو على الحنث أو إرادته لا على الحلف.

٤- الوجه الرابع: النسخ، وهو نقل لحكم كنقله تعالى الأمر بالصلاة إلى بيت المقدس إلى الكعبة

والبرهان الدال على النقل الذي ذكرنا ينقسم قسمين لا ثالث لهما: إما طبيعة وإما شريعة. فالطبيعة هو ما دل العقل بموجبه على أن اللفظ منقول من موضوعه إلى أحد وجوه النقل الذي قدمنا مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } ـــــ فصح بضرورة العقل، أن المراد بذلك بعض الناس لأن العقل يوجب ضرورة أن الناس كلهم لم يحشروا في صعيد واحد، ليخبروا هؤلاء بما أخبرهم به، ولأن العقل يوجب ضرورة أن المخبرين لهم بأن الناس قد جمعوا لهم، غير الجامعين لهم، وغير المجموع لهم بلا شك، وأن الجامعين غير المخبرين بالجمع، وغير المجموع لهم بلا شك ومثل قوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } { } (الإسراء: 50) علمنا بضرورة العقل أنه أمر تعجيز، لأنه لا يقدر أحد على أن يصير حجارة أو حديداً، ولو كان أمر تكوين لكانوا كذلك، فلما وجدهم العقل لم يكونوا حجارة ولا حديداً علم أنه تعجيز، وأما الشريعة فهي أن يأتي نص قرآن أو سنة، أو نص فعل منه عليه السلام، أو إقرار منه عليه السلام، أو إجماع على أحد وجوه النقل الذي ذكرنا كما دل الإجماع على أن اسم أب في قوله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَآءَ سَبِيلاً}منقول عن الاقتصار على الأب وعلى الأجداد من الأب والأم وإن بعدوا، إلى الآباء من الرضاعة والأجداد من الرضاعة لقوله عليه السلام: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»، وقد قال تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

فلاح أن لا بيان إلا بنص أو بضرورة عقل كما قدمنا، لأن رسول الله هو التالي علينا القرآن فهو المبين به، وهو الآمر لنا بالسنن المبينة علينا، وهو الآمر باتباع القرآن والسنن والإجماع، وهو عليه السلام الذي نصّ علينا في القرآن إيجاب استعمال العقل والحس.

الجمعة، فبراير 15، 2013

من كتاب الإحكام فى أصول الأحكام: فصل فى كيفية وُرُود الأمر

فصل في كيفية ورود الأمر

قال ابن حزم: الأوامر الواجبة ترد على وجهين

أحدهما: بلفظ افعل، أو افعلوا.

والثاني: بلفظ الخبر إما بجملة فعل وما يقتضيه من فاعل أو مفعول، وإما بجملة ابتداء وخبر.

فأما الذي يرد بلفظ افعل أو افعلوا، فكثير واضح مثل: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وما أشبه ذلك.

وأما الذي يرد بلفظ الخبر وبجملة فِعل وما يقتضيه فكقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا } وكقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } وكقوله تعالى: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام} و {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ } {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ } و {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ } و: « أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَة أَعْظُمٍ» ، وما أشبه ذلك، وكثير من الأوامر التي ذكرنا وردت كما ترى بمفعول لم يسم فاعله، ولكن لما قال عز وجل وقوله الحق على نبيه : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } علمنا يقيناً لا مجال للريب فيه، أنه لا ينقل أمراً ولا نهياً إلا عن ربه تعالى، فكان السكوت عن تسمية الآمر والناهي عز وجل وذكره سواء في صحة فهمنا أن المراد بأحكام الشريعة هو الله تعالى وحده لا من سواه.

وأما ما ورد من هذا بجملة لفظ ابتداء وخبر فكقوله تعالى: { فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ } ، { فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ } ، { وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ } ، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } )، {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ } ، { مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } ، ومثل هذا كثير.

قال ابن حزم : فلا طريق لورود الأوامر والشرائع الواجبة إلا على هذين الوجهين فقط، فأما عنصر الأمر والنهي فإنما هو ما ورد بلفظ: افعل أو لا تفعل، فهذه صيغة لا يشركه فيها الخبر المجرد الذي معناه معنى الخبر المحض، ولا يشركه فيها التعجب، ولا يشركه فيها القَسَم، وإنما يشركه في هذه الصيغة الطَّلبيَّةَ فقط، فما كان منها إلى الله عز وجل فهو الدعاء فقط، وما كان منها إلى من دونه تعالى، فهو الرغبة. وقد يسمى الدعاء إلى الله عز وجل أيضاً رغبة ولا يسمى الدعاء على الإطلاق إلا ما كان طَلبَةً إلى الله عز وجل، حتى إذا جاز أضيف أن ينسب إلى غير الله تعالى، فنقول: ادع فلاناً بمعنى ناده.

الظاهرية وحديث آية "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"

يروى مسلم، عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبي ابن سلول فقام رسول الله ليصلي عليه؛ فقام عمر فقال: يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه، فقال رسول الله : «إِنَّما خَيَّرَنِي ربي فَقَالَ: {"اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ" إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } « وَسَأَزِيدُ عَلَى السَّبْعِينَ» قال عمر : إنه منافق!، فصلى عليه رسول الله فأنزل الله عز وجل {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } .

قال ابن حزم : ففي هذا الحديث بيان كاف في حمل كل شيء على ظاهره ، فحمل رسول الله اللفظ الوارد بـ"أو" على التخيير ، فلما جاء النهي المجرد حمله على الوجوب ، وصح بهذا أن لفظ الأمر والنهي غير لفظ التخيير والندب، ورسول الله أعلم الناس بلغة العرب التي بها خاطبه ربه تعالى .

فإن قال قائل : فما كان مراد الله بالتخيير، الذي حمل رسول الله على التخيير، وبذكره تعالى السبعين مرة، أتقولون: إنه أراد تعالى ما قال عمر بن الخطاب من ألا يصلي عليهم ولا يستغفر لهم ثم نزلت الآية الأخرى مبينة ؟.

فالجواب : أننا وبالله تعالى التوفيق، لا نقول ذلك، ولا يسوغ لمسلم أن يقوله، ولا نقول إن عمر، ولا أحداً من ولد آدم عليه السلام فهم عن الله تعالى شيئاً لم يفهمه عنه نبي الله ، وهذا القول عندنا كفر مجرد، وبرهان ذلك أن الله تعالى لو لم يرض صلاة النبي على عبد الله بن أبيّ، لما أقره عليها، ولأنزل الوحي عليه لمنعه كما نهاه بعد صلاته عليه أن يصلي على غيره منهم، فصح أن قول عمر كان اجتهاداً منه أراد به الخير فأخطأ فيه، وأصاب رسول الله ، وأجر عمر في ذلك أجراً واحداً، لكنا نقول: إنه عز وجل خيّر نبيه في ذلك على الحقيقة، فكان مباحاً له أن يستغفر لهم ما لم ينه عن ذلك.

وأما ذكر السبعين فليس في الاقتصار عليه إيجاب أن المغفرة تقع لهم بما زاد على السبعين، ولا فيه أيضاً منع من وقوع المغفرة لهم بما زاد على السبعين، إلا أن رسول الله طمع ورجا إن زاد على السبعين أن يغفر لهم، ولم يحقق أن المغفرة تكون بالزيادة، وهذا هو نفس قولنا بعينه، فلما أعلمه الله تعالى بما كان في علمه عز وجل، ولم يكن أعلمه قبل ذلك به علمه حينئذ نبيه ولم يكن علم قبل نزول المنع من الاستغفار لهم بالبت، أن ما زاد على السبعين غير مقبول، فدعا راج لم ييأس من المغفرة، ولا أيقن بها، وهذا بيّن في لفظ الحديث، وبالله تعالى التوفيق.

الخميس، فبراير 14، 2013

ابن حزم وحفظ السنة (الأحاديث)

ابن حزم:قد أمنَّا ولله الحمد أن تكون شريعة أمر بها رسول الله أو ندب إليها أو فعلها، أن تضيع ولم تبلغ إلى أحد من أمته، إما بتواتر أو بنقل الثقة عن الثقة حتى تبلغ إليه، وأمنَّا أيضاً قطعاً أن يكون الله تعالى يفرد بنقلها من لا تقوم الحجة بنقله من العدول، وأمنَّا أيضاً قطعاً أن تكون شريعة يخطىء فيها راويها الثقة ولا يأتي لنا بيان جليّ واضح بصحة خطئه فيه، وأمنَّا أيضاً قطعاً أن يطلق الله عز وجل من قد وجبت الحجة علينا بنقله على وضع حديث فيه شرع يسنده إلى من تجب الحجة بنقله، حتى يبلغ به إلى رسول الله. وكذلك نقطع ونثبت بأن كل خبر لم يأت قط إلا مرسلاً أو لم يروه قط إلا مجهول أو مجرح ثابت الجرحة، فإنه خبر باطل بلا شك موضوع لم يقله رسول الله إذ لو جاز أن يكون حقاً لكان ذلك شرعاً صحيحاً غير لازم لنا، لعدم قيام الحجة علينا فيه. وهذا الحكم الذي قدمنا إنما هو فيما نقله من اتفق على عدالته كالصحابة وثقات التابعين والأئمة في عصرهم وبعدهم إلينا وإلى يوم القيامة. وفي كل من ثبتت جرحته. وأما من اختلف فيه فعدله قوم وجرحه آخرون، فإن ثبتت عندنا عدالته قطعنا على صحة خبره، وإن ثبتت عندنا جرحته قطعنا على بطلان خبره، وإن لم يثبت عندنا شيء من ذلك وقفنا في ذلك، وقطعنا ولا بد حتماً على أن غيرنا لا بد أن يثبت عنده أحد الأمرين فيه، وليس خطؤنا نحن إن أخطأنا وجهلنا -إن جهلنا- حجة على وجوب ضياع دين الله تعالى، بل الحق ثابت معروف عند طائفة وإن جهلته أخرى، والباطل كذلك أيضاً، كما يجهل قوم ما نعلمه نحن أيضاً، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. ولا يصح الخطأ في خبر الثقة إلا بأحد ثلاثة أوجه: إما تثبت الراوي واعترافه بأنه أخطأ فيه، وإما شهادة عدل على أنه سمع الخبر مع راويه فوهم فيه فلان، وإما بأن توجب المشاهدة بأنه أخطأ. وليس اختلاف الروايات عيباً في الحديث إذا كان المعنى واحداً، لأن النبي صح عنه أنه إذا كان يحدث بحديث كرره ثلاث مرات، فنقل كل إنسان بحسب ما سمع فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحداً. فإذا روى العدل عن مثله خبراً حتى يبلغ به النبي فقد وجب الأخذ به، ولزمت طاعته والقطع به، سواء أرسله غيره أو أوقفه سواه، أو رواه كذاب من الناس، وسواء روي من طريق أخرى أو لم يرو إلا من تلك الطريق، وسواء كان ناقله عبداً أو امرأة أو لم يكن، وإنما الشرط العدالة والتفقه فقط.