السبت، مارس 15، 2014

باسم المصري:بحث في نسبة الكحول في الدم والشراب علمياً(منقول من منتدى أهل الحديث)

أولا الحديث هنا بين أمرين: الأول كيميائي وحيوي حول نسبة الكحول في الدم وما يسكر شربه وإلى ذلك، والآخر فقهي وشرعي حول الحكم. لا أجرؤ الحديث في الشرعي فلست من ذوي العلم بل أنا طالب مبتدئ، فلكم الساحة يا أخوة ولكم الشكر والأجر من الله على الاجتهاد وتحري الورع. ولكن في الكيمياء والعلوم الدنيوية لي باع فأرجو أخذ الكلام في الاعتبار لتقيموا الرأي على بينة أكثر وأتمنى أن أفيد لا غير.

أما نسبة الكحول في المشروبات فبالنسب، وتسمى نسب الحجم درجات جي لوساك، وكأمثلة فإن البيرة تتراوح بين %3.5 مثل البيرة التي يسمونها خفيفة (لايت) وحتى 6% مثل جينيس التي يهواها الأيرلنديون، وهناك نوع يصل إلى 12%. أما النبيذ فما بين 9 و18%، وأما الروحيات الثقيلة مثل الويسكي والتكيلا فمنها ما يصل إلى 60%، ولا يبقى إلا الروم والكحول المنكه ويتراوح بين 80% وحتى أكثر من 95%. وبعض ولايات أمريكا تعتمد على نسب الوزن وبسبب أن الكحول أخف من الماء، فإن مؤشر نسبة الوزن ينخفض عن نسب الحجم بحوالي الخمس، وهذا للعلم وليس مهما هنا.

المهم هو أن إحدى المعلومات الكيميائية التي ذكرت في الموضوع وسمعتها في نص الفتوى من ضمن البحث ليست دقيقة، وهي هامة لأنها اعتمدت عليها الفتوى الصادرة من العلامة. هذه المعلومة هي أن للوصول إلى مستوى كحول في الدم 0.08 يحتاج إلى 6 غرامات من الكحول (ذكرت عدة مرات بأنها 0.8 وهذا بالطبع خطأ نقلي، ولكن للعلم 0.8 يكون الإنسان ميتا!). هذه المعلومة الحسابية خطأ، والصحيح هو (ويبدو أنه أيضا خطأ نقلي) أنه 50 غراما وليس 6.

(هناك أيضا مسألة مستوى السكر، فذكر مستوى 0.03 على أنه الحد القانوني في أمريكا، وذلك غير دقيق فالصحيح هو 0.08 مثل فرنسا وذلك المتبع في عديد من الدول الغربية)

بالعودة إلى الخطأ النقلي فإن الرجل الذي يزن 75 كيلوغرام يحتاج إلى 1.6 إلى 1.8 أونصة من الكحول الصافي 100% لأن يتم شربها في أقل من ساعة للوصول إلى 0.08 كمستوى كحول بالدم، هذا طبقا لإجماع المصادر الطبية العالمية وبناءا على قياسات عديدة. 1.6 أونصة سائلة تساوي 47.337 غرام. بناءا على ذلك يكون شرب الكمية المذكورة 9.3 ليتر والتي تحتوي على 37 غراما لن تصل بمستوى الكحول إلى هذه الدرجة من التركيز في الدم.

ومن المعروف أن كأس البيرة العادية "الباينت" والتي يتناولونها في أمريكا مع الغداء تحتوي على 5% كحول أي 20 غراما، ونعلم أنه يتناولونها ويقودون سياراتهم عائدين إلى مكاتبهم وأعمالهم فلا يعقل بديهيا أن يكون ثلاث أضعاف الحد المسموح جزء من غداء العمل عندهم. وهذا الاختلاط في الأرقام هو ما أراه وراء خلاف الأخوة حول نقطة "حيث أن القانون الفرنسي والأميركي لا يعاقب على شرب كأس أو كأسين من الخمر لأن هذا لا يسبب السكر لمن اعتاد عليه" وبين بقية الأرقام.

توجد أيضا نقطة أهم تتعلق بما "يسكر كثيره" و"ما أسكر الفرق منه" وهي لأهل العلم الشرعي لتفصيل معناها ومدى الحكم منها (أي هل القرف للتحديد أم وصفا للكثرة)، وهذه النقطة هي أن جسد الإنسان يتخلص من الكحول تلقائيا بمرور الوقت (بفضل الكبد) ولذا فإن الرقم المذكور هو كمية الكحول المطلوبة شربها في الساعة. فإذا توقف الشرب استمر مستوى الكحول في الانخفاض حتى يتلاشى. فقدرة الإنسان على السكر تعتمد على وزنه وكذلك على قدرته على استيعاب السوائل في وقت محدد، فلا يمكن مثلا أن يشرب أحد القرف مرة واحدة لأن سعة المعدة لن تحتمل. ليس ذلك وحسب بل إن الجسد يتعرض لخطر الموت إذا شربت حتى ماءا صافيا بكميات كبيرة بدون انتظار (تسمى تسمم مائي حيث يفقد الجسم تركيز الإليكترولايت والصوديوم لدرجة تموت معها الخلايا ويموت الشخص). هذه الكمية هي أكثر من جالون (معظم الناس لن يتمكنوا من ذلك أصلا ولكن حالات الموت كانت عند تعدي ذلك الكمية في فترة محدودة). ولذا فنأخذ من ذلك أنه هناك تركيز منخفض من الكحول لا يستطيع الإنسان أن يحصل منه نشوة أو سكر مهما شرب لانعدام قدرته الحيوية على ذلك، فقياسا إن شرب القرف (9 ليترات) لا يمكن أن يتم إلا على مدى ثلاثة ساعات وإلا مات الشخص من التسمم المائي والفشل الكلوي. بناءا على ذلك إذا أردتم كعلماء فقه حساب السكر بناءا على مستوى 0.08 وليس 0.11 أو 0.21، يكون أقل كمية كحول مطلوبة للوصول إلى ذلك للرجل البالغ وزنه 75 كغ هي 47 غراما كما ذكرت.

لذا يكون أضعف تركيز يمكن فعل ذلك باعتبار قدرة الشرب القصوى جالونا أي 4 ليترات في الساعة، هي 47 \ 4 = 11.75 غراما في الليتر أو 1.175%. فحتى إذا تم شرب جالون من هذا الشراب كل ساعة سيتمكن الجسد من التخلص من الكحول قبل أن يصل إلى مستوى 0.08.

فإذا أردتم أخذ مقاييس فربما اعتبرتم بذلك المستوى أو غيره (مستوى 0.11 حيث يضعف القدرة على التحكم بحتى الوقوف، أو مستوى 0.59 والذي يكون هناك نقص في الحكمة وشعور واضح بالنشوة) أو إذا أردتم اعتبار الوزن عند 60 كغ، فوفقكم الله في اجتهادكم الفقهي وأتمنى أن أكون أفدتكم بالمعلومات الدنيوية قدرما أفدتموني بعلمكم الشرعي والفقهي، فلكم الآن التحليل والمناقشة وليوفقكم الله.

ملحوظة أخيرة: أولا، الحسابات المجراه مبسطة ولكن صحيحة، إذا أردتم الدقة الشديدة لحساب سرعة تكسر الكحول في الدم ومستوى السكر أخبروني بأي اعتبارات ومستويات تستهدفون لأطبق عليها. ثانيا، لا يخلو أي عصير فاكهة طبيعي من نسبة من الكحول ولو ضئيلة تصل إلى 0.1% أو واحد في الألف، فلا يمكن أن تحصل على عصير فاكهة طبيعي أو معلب خالي تماما من الكحول لتكونه طبيعيا في العصير مع الوقت، ولا يصح الاعتقاد بأنه يمكن الوصول إلى ذلك إلا أن تأكل الفاكهة أو تعصرها في فمك مباشرة وهي لا تزال على الشجرة.

الخميس، مارس 13، 2014

عن أحاديث السمع والطاعة لأولي الأمر ومنازعته عندما يأتي أي معصية

عن عبادة بن الصامت دعانا النبي ﷺ فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على "السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"
يستدل بهذا الحديث دعاة الخذلان عن نصرة الحق وأهله أمام بطش الطغاة من الحكام، ويقولون أن الكفر البواح هو الكفر الأكبر المخرج من الملة فقط الذي لا اجتهاد فيه بتأويل ولو حتى متعسَّف !
ويكذِّبهم الحديث نفسه إذ في رواية له في صحيح ابن حبان (صححها ماهر الفحل وغيره) كالتالي :
عن عبادة بن الصامت : قال ﷺ : " يا عبادة " . قلت : لبيك ، قال :اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومكرهك وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ، إلا أن تكون "معصية لله بواحا"
وقال النووي في شرح مسلم شرحاً للفظ "كفرا بواحا":المراد بالكفر هنا المعصية.
وهذا هو الحق لثبوت لفظ "معصية لله بواحاً" في رواية صحيحة أخرى.
ولا يحتجَّن دعاة الخذلان الآن برواية صحيح مسلم:قال ﷺ «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم». قال: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» .
فالأحكام تؤخَذ بجمع النصوص كلها في المسألة لمعرفة الحق،وليس بعض النصوص،إنما ذلك كمن يقول "ولا تقربوا الصلاة" ويسكت ولا يكمل تمويها وتلبيساً.
فالحمد لله على اتباع صحيح سنته كلها وحفظها لنا من المتلاعبين بها من دعاة الخذلان .

الخميس، يناير 16، 2014

خواطر عن "تنقية الصف"

الكل بيدوَّر على نقاء الصف،واحد بيدوَّر على نقاء صف الثورة،والتاني الصف الوطني،والتالت الصف الإيماني،والرابع صف العدل،ورغم استحالة ذلك في الحقيقة، إلا أنه مازال الجميع يبحثون عن هذا النقاء حتى يعبرون به الأزمة، ويبدو والله أعلم إن النقاء ده سيحدث في يوم ما زي ما قال حديث فتنة الدُهَيماء"ينقسم الناس إلى فسطاطين،فسطاط إيمان لا نفاق فيه،وفسطاط نفاق لا إيمان فيه"،فكرة النقاء والتنقية العرقية مثلاً كانت مع "الحاج هتلر" على فكرة.
بس عايز أقول حاجة إنه رغم إن النقاء الإيماني ده حيحصل في يوم من الأيام، إلا إن حصوله ده قدر رباني ابتلائي لم يُكَلِّفُنا الله به شرعاً!. زي موضوع المهدي الأحاديث بتقول أنه سيأتي ويحدث لكن مفيش ولا حديث قال ننتظره أو ندوَّر عليه أساساً !!
ويبدو إننا حنضيَّع وقت كبير سعياً للنقاء ده ويا إما نوصل لمعاده القدري المحتوم فنتخيل إننا حققناه،،يا إما ما نوصلش ونقعد نتخانق مع بعض عشان ننقي الصف من الشوائب !! إما بالقتل أو بالتكفير أو بالتخرين أو بالظُلم !!! حسب الصف اللي انت عايز تنقيه سعادتك !!!
ورأيي أن نسعى لتنقية النفس وليس تنقية الصف، فهذا ما كلَّفنالله به شرعاً، وإذا نقينا النفس سيتنقي الصف لوحده وعلى ما يتنقى الصف حنعيش في سعادة وتكامل وتعايش بين بعضنا البعض رغم الاختلاف !! حتى يتنقى الصف.
وأختم كلامي بأن الصف ده غير موضوع الصف الصناعي تماماً بتاع شفيق.
والسلام ختام.

الخميس، يناير 09، 2014

عن حديث افتراق الأمة لفرق كلها في النار إلا واحدة

كل الأحاديث والآيات تؤكَّد بما لايدع مجالاً للشك أن الأمة الاسلامية تنقسم فرقاً وشيعاً وأهواء ،، من ذلك:-
"قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض"،وثبت بالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعاذ من كل ماسبق،واختار أقل قدر محتوم وهو "يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض"،ومن الأحاديث الدالة على ذلك أيضاً "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة،قيل اليهود والنصارى يا رسول الله،قال فمن غيرهم"،،وهم انقسموا فرقاً وشيعاً ونحن فعلنا مثلهم، فهذا أيضاً قدر محتوم،أراده الله كونياً،،ونهانا عن شرعياً،فطوبى لمن اعتصم من الفُرقَة بالقرءان والسنة الصحيحة ،، ومن الأدلة أيضاً حديث"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" فهذا حديث ناصع الصحة يتحدث عن فرقة الحق،،ولا يضرهم من خالفهم وخذلهم بالباطل،،وهذا دليل أيضاً على تفرق الأمة فرقاً وشيعاً، فالتفرق إلى فرق وشيع بين الحق والباطل أمر حتمي قدري كوني،نهانا الله عنه،ومن أنكره مكابر معاند لا يرى الحقيقة الواقعة !!!!
أقول كل هذا لمن يُضَعِّفُ حديث"تفترق أمتى على كذا شعبة كلها في النار إلا واحدة،قيل من هي،قال ما أنا عليه وأصحابي،وفي رواية الجماعة"، فمهما عاندتم بعلم أو بجهل لتضعيف هذا الحديث فهبكم ضعفه -تَنَزُّلاً- فهل نفيتم الواقع هكذا!! الأحاديث والآيات تترى على التفرق وحتميته والحديث يقول لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم وخالفهم إلى يوم القيامة، ومن خذل الحق وخالفه هم طوائف الباطل،،هذا يقين لازم لازب !! وما نفيهم لصحة الحديث إلا لسوء فهمهم له!!! والحديث ينص على فرق كثيرة وفرقة حق واحدة،فقالوا -ولبئس ما قالوا- أن هكذا غالب الأمة في النار، وخطؤهم سببه أنهم قالوا بتساوى أعداد الناس في الفرق،وقسموا الأمة بالتساوى بين الفرق !!!! واللغة تأبى ذلك والبيان العربي يأباه، فضعَّفوا الحديث برأيهم وعقولهم التي نقص فهمها وشذ حكمها عن اللغة، ثم استعانوا برأي علماء الحديث الذين ضعَّفوا اسناده اتباعاً لهواهم لا اتباعاً لعلم الحديث وقواعده الذي جعل على المحدِّثين يضعِّفون الحديث بالعلم لا بالعقل والهوى، وعلماء الحديث أنفسهم يقولون أن فرقة الحق هي "أهل السنة والجماعة"، وليس "أهل البدعة والتفرق"، فمعنى الحديث ثابت يقيناً عندهم وإن اختلفوا في الحكم على إسناد هذا الحديث بالذات.
ويذكِّرني سوء فهمهم بمن ضعَّف حديث"يأكل المؤمن في معي واحدة،ويأكل الكافر في سبعة معي"،معي يعني أمعاء ،، فقالوا المؤمن والكافر لهم نفس الأمعاء فالحديث متنه غلط فهو حديث ضعيف !! ،، هذا حظهم من العلم !! ،، ومن اللغة !! ،، ومن المنطق !! ولا يعرفون معاني اللغة والألفاظ، فنشروا أسلحتهم بالباطل في وجه صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، لكن الله يظهر الحق "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" والحمد لله على نعمة الحق الظاهر واليقين وبيان اللغة العربية السهل المبين.
ومعنى الحديث هو:- أن الأمة تفترق فرقاً -وهذا حادث بالفعل- وأعداد كل فرقة ليست هي قسمة أعداد أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أعداد الفرق فيكون الناتج عدد كل فرقة، ويكون جزء من ٧٣ جزء فقط على الحق والباقي على الباطل،بل كل فريقة بحسب عددها ولا يعني كثرة الفرق كثرة أعداد من ينتسب لكل فرقة، ولا يعني أن فرقة الحق واحدة أن عدد من ينتمي إليها قليل بل عوام المسلمين على الحق وعلى دين الفطرة السليم بإذن الله والحمد لله، ومعنى أن كلها في النار لا يقتضي هذا الفهم المغلوط بخلودها في النار !!!! بل في النار يعني على الباطل ويفعلون الباطل ولذاجزاؤهم النار على باطلهم وعصيانهم وفسوقهم عن أمر الله الحق، وحتى كلمة في النار تعني أن ذلك حرام أحياناً بدليل حديث "ما أسفل الكعبين فهو في النار" ونسبة الشئ للشيطان والنار تعني حرمته وبطلانه وأن جزاء الحرام لمن يقع فيه النار، هذه هي الدلالة السليمة للحديث.
بغض النظر عن من يمسك هذا الحديث ويقول نحن الفرقة الناجية، كي يجادل خصومه وينعتهم بالباطل أثناء جدالهم ويستسهل بدلاً من أن يذكر حجته وبرهانه ودليله السليم من القرءان وصحيح السنة وظاهر بيان اللغة العربية والمنطق، وهذا صنيع فاخش من الذي يفعل ذلك، وليس معنى استغلالهم للحديث في ذلك بطلان الحديث !!! وإلا لأبطلنا كل نصوص الوحي فقد أساءت تفسيرها فرق وأشخاص بالباطل !!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم على تقصيري ، وأدعوا الله أن يجعلنا من أهل الحق ، أهل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ،، أهل جماعة المسلمين وسوادهم.

الاثنين، ديسمبر 23، 2013

لماذا أصبحت ظاهرياً منذ أن كنت طالباً في كلية الهندسة :)

طيب يا عم وائل اشمعنى يعني المنهج الظاهري اللي اخترته عشان تنتسب له؟؟؟ ماله الحنفي ولا المالكي ولا الشافعي ولا الحنبلي !!!!
شوف يا سيدي، ماهو لما تروح لكل "شيخ" ويقول لك "تأويل" خاص به للآيات والأحاديث بناء على فهمه، وتحريم لأشياء بناء على هذا "التأويل" وتجدهم كلهم يقولوا إن تأويلهم هو الصح وتأويل المذاهب التانية غلط،
لما تلاقي كده تقول على طول أكيد ده مش الدين اللي ربنا تعبَّدنا به، دين لكل "شيخ" !!! ده شئ لا يمكن !! فضلاً عن ان الآيات تتكلم عن الرد في التنازع لله ورسوله ،، ولو الرد ده حيكون برضه بتأويل حسب كل واحد، يبقى الرد لله ورسوله عند التنازع مش حيحل المشكلة وحيفضلوا مختلفين برضه!!! طب ليه أمرنا ربنا بالرد لله ورسوله (القرءان وصحيح السنة) عند التنازع لو ده مش حل التنازع !!!
كنت متأكد إن فيه حاجة أنا معرفهاش هي الحل. لحد ما لقيت الشيخ الطبيب/جمال القصاص،، الذي حضرت دروسه في الفقه في أحد المساجد وكان يدرِّس من كتاب "فقه السنة"و"نيل الأوطار-للشوكاني"، وكان دائما ما يجادله الإخوة "السلفيون" كثيراً بأحاديث يرونها "حسن لغيره" وهو يقول ضعيفة !!! وكانوا يجادلونه بالقياس فيرد "أهل الظاهر لا يقيسون" ،، وكانوا يجادلونه بالتأويل والقصد فكان يقول "دلالة الظاهر هي الحق إلا عند استحالتها أو تعارضها مع ظاهر نص آخر"
فتعجَّبت من هذا الرجل -بارك الله في عمره وعلمه- من هم "أهل الظاهر" الذي يتكلم عنهم؟!!! ماذا يعني بأنهم لا يقيسون وان الحديث الحسن لغيره ضعيف !!!!
ذات مرة تحدَّث في مسألة مس المصحف للجنب و قال جائز !!! قلت يا خبر أبيض !!! وبعد ذلك اكتشفت أنه لا دليل ظاهر على المنع من ذلك، والأصل في الأشياء الإباحة،
وذات مرة أشار للجميع على الستارة الفاصلة بين النساء والرجال في المسجد وقال هذه بدعة !!! ولم تحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان في مسجد سلفي :) فجادلوه أشد جدال فتبسَّم ولم يتراجع عن قوله
ومن ساعتها عرفت معنى الظاهرية ومن هم ، ولماذا لم يسموا أنفسهم "الحزمية" مثل المذاهب الأربعة.
وانضبطت النصوص كلها عندي على أصل ثابت هو الظاهر، هو اليقين، هو القرءان وصحيح السنة، لا للظنون لا للتأويل إلا فيما استحال حمله على الظاهر فقط. لا أحد يزيد في شرع الله ولا ينقص منه بالتأويل والقياس والرأي والاحتياط وسد الذرائع وتقليد الشيوخ.
لا اتباع إلا لنصوص الوحي، قرءان وصحيح سنة، فهم غاية البيان والوضوح، ظاهر لا باطن فيه، بيان لا لبس ولا غموض فيه، يقين لا ظن فيه، كمال بلا زيادة ولا نقصان.

السلفية و الظاهرية ،، حوار عن العقيدة

الظاهرية يوضِّحون كلام ابن حزم الذي قد يبدو ملتبس العبارة الذي جعل "البعض" يتهمه بالجهمية.
الفرق بين "السلفية" والظاهرية:- أن الظاهرية يستعملون المنطق السليم وقواعد اللغة العربية وظاهر الكلام في اثبات عقيدة "تفويض الكيف"، وهو ما يطلق عليه"السلفية" في حين أن بعض أهل الحديث يزندقون المنطق ويتركون علم الكلام بالكلية بسبب ما أحدث فيه الـمُحدِثون، عقيدتنا هي تفويض الكيف،وليس تفويض المعنى،ولا تأويل اللفظ،هذه عقيدة الظاهرية ولله الفضل والمنة
فقط يتحدث الظاهرية عن الموضوع بعقلانية أكثر من بعض دعاة "السلفية" الذين أساءوا في عرض المنهج بعض الشئ ، الظاهرية ولله الحمد حلَّت لي مشاكل كثيرة،ففي الفقه اختلافات واسعة وتأويلات كثيرة،أبتعد عنها بظاهريتي وألجأ للظاهر الثابت، وفي العقيدة أيضاً نفس الكلام،اللغة العربية فيها ألفاظ ولها معاني معروفة،فكلمة "يد" في اللغة معروفة والله عز وجل يقبض بها ويبسط، أما السؤال عن "كيف" هي يد الله ، وكيف يقبض ويبسط ،، فهذا فيه التفويض،تفويض علم الكيف لله،بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل
الاختلاف بين "السلفية" و الظاهرية "منهجي" وليس نتائجي في أغلبه ،، فالنتيجة واحدة "تفويض كيف" ولكن باستعمال أدوات اللغة والمنطق،وليس تقليد "السلف" ، هذا المصطلح الذي لم يضبطه أحد،فمن الناس من يعني بهم الصحابة ومنهم من يضم له التابعين،ومنهم من يضم لهم الأئمةالأربعة،أما التقليد عند الظاهرية مرفوض تماماً،،وعلينا "الاتباع" بالدليل والبرهان وليس لأشخاص حتى لو كانوا على الحق،فنحن معهم بالدليل والبرهان، أعطيك مثال للاختلاف بينهما.
الظاهرية يعتقدون يقينا بنبوة (وليس رسالة) النساء،لوجود النص على الوحي لأم موسى مثلاً فهي نبية،وأما الرسل فرجال بالنص،لأن النبوة هي مجرد الوحي،فكل من يوحى إليه من الناس رجال أو نساء نبي،أما الرسالة فتبليغ شرع "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً"،ومن ينتسبون للسلف قد يختلفون معنا هنا،وقد يسخرون منا،ولكننا على الظاهر واللغة،لا نفارقهم لحكم عرف ولا شئ،هذا بعض من الخلاف، أيضاً قد ينسب البعض لله "العينين" مثلاً لأنه "يرى" ونحن لا نثبت إلا ما ورد بالنص،فالنص به "عين" و "أعين" وليس "عينين" فلا يحل لي نسبة ذلك لله إلا بنص،،نعم نقول الله بصير ويرى وله عين وأعين،،ونقف عند ذلك،،ولا نسمي الله بغير ما تسمى ولا نصفه بغير ما وصف به نفسه ولا نشتق له اسماً من فعل يفعله وهذا من تمام ظاهريتنا،فالبعض ينسب لله اسم "الضار" والعياذ بالله بسبب "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" ولا نقول إلا ما جاء به النص،ولا نتعداه قيد أنملة،وغيرنا قد يفعل ذلك بحكم "القياس" ، ونحن لا نقيس
ولك أن تتخيل أني منذ أكثر من عشرين سنة أدخلني "سلفي" في معمعة تضليل فرق بعينها في العقيدة ولم أحب الانتقاص من أحد ثم هداني الله لرد أحسبه شافياً،فقلت له عندما أقول لك "إيدي على كتفك" فهذا معناه "ساعدني" وهذا ما مع المؤولة من الحق،لكن ينقصهم أن مجرد قول ذلك يعني اثبات أن لي يد وله كتف،ولكن المعنى المقصود من العبارة مجازي،فاندهش لبساطة حجتي وسألني هل قرأت في الموضوع قبل ذلك؟ فقلت لا ثم سكت عني ولم يخاطبني في تلك المعمعة بعد ذلك.
هذا باختصار ما دار من حوار بيني وبين صديق عن ما هو الفرق بين "العقيدة السلفية" و "عقيدة الظاهرية" إن صح التعبيران.
والله أعلى وأعلم.