الخميس، نوفمبر 14، 2013

الظاهرية للجميع

#الظاهرية_للجميع قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته يوم إحدى الغزوات قبل صلاة العصر:-لا يُصَلِّيَنَّ أحدَكُم العصرَ إلا في بني قُريظة،،،فلم ينتظروا أذان العصر وذهبوا إلى بني قريظة فوراً،وهم في الطريق اقترب الغروب، فاختلفوا،،فمجموعة قالت نصلي العصر قبل المغرب وقبل أن نصل بني قريطة فالنبي "يقصد" أن نسرع ولا "يقصد" أن تخرج عن وقتها، ومجموعة قالت لا،بل أمر النبي(ص) أن لا نصلي العصر إلا في بني قريظة ولن نصليها إلا في بني قريظة ولو وصلنا بعد وقت المغرب طاعة لرسول الله، فصلاها الفريق الأول في الطريق قبل الوصول وقبل المغرب،،وصلاها الفريق الثاني في بني قريظة بعد المغرب تنفيذاً لظاهر أمر رسول الله(ص)، لذلك انقسمت مدارس الفقه إلى "مقاصديين" و "ظاهريين" فالمقاصدي يقول دائماً الآية قصدها كذا لأنه مش ممكن كذا (مع إنه قد يكون ممكناً)!! والظاهريون قالوا بل نحمل كل نصوص القرءان والسنة على الظاهر إلا إذا استحال حملها على الظاهر استحالة يقينية أو كونية،،أو تعارض ظاهر مع ظاهر آخر،،فنصير للجمع بينهما بأن أحدهما خاص والآخر عام،،أو هذا مطلق والآخر مقيد،وهكذا، مدرسة الظاهر جعلت الحكم على النصوص "موضوعي" فقط بلا تدخل من العالم فقط يحكم بظاهر النص كما تقضي قواعد معاني اللغة العربية وقوانين المنطق وكلاهما مُتَيَقَّن ،، أو ضرورة يقينية من حقائق كونية متيقنة ،، وهكذا ،، فانتصروا للموضوعية على الذاتية في الفقه ،، فتحرر فقههم من العادات والتقاليد والمعروف والمألوف لارتباط كل ذلك بزمن ومكان وأشخاص محددين،،وتمسَّك فقههم بظاهر النص كما قُلتُ فصار يعبر عن الحقيقة المتجردة ،، فأعطى المرأة حقها على سبيل المثال،،ومنع إدعاءَ حِكمٍَ ومقصودات لأحكام ما مثل "الردع" في الحدود،، فقالوا الحدود للإيلام فقط،،ولا يجوز إسالة دم ولا جرح يتعفن ولا شئ سوى الألم فقط ومن زاد عن ذلك بدعوى الردع فهو مدعٍ على الله ما لم يقله،،وليضرب إذن بحديد فهذا أردع!!!!! وقالوا من أسال دم أو جرح وعفَّن لحم فعليه قود أي تعويض واجب ،، والأمثلة كثيرة في التوقف على ظاهر النصوص، ونكتفي بهذا القدر الآن.