الجمعة، يناير 27، 2012

لحن الصمت

من وجهة نظرى الضيقة أرى أن الثورة نجحت بفضل الله فى التالى:
أولا: خلع رئيس متجذر لثلاثين عاما.
ثانيا: إلغاء مشروعه توريث ابنه جمال
ثالثا: إلغاء عائلته بأكملها من جدول وجهاء مصر
رابعا: فرض إرادة الشعب على حكامه
خامسا: إظهار مدى إيمان الشعب بقضيته وإصراره عليها حتى الموت
سادسا: تغيير جيل كامل جديد قادم بإذن الله إلى الأقوى والأفضل بإذن الله
سابعا: إظهار وتوضيح الحقيقة أن النظام ليس رئيس ولكنه للأسف متجذر أكثر من ذلك. متجذر فى نفوسنا نحن جميعا إلا ما رحم ربى.
ثامنا: عرفتنا أن هناك من تربى فى عهد الزل والهوان ونبت لحمه من زل وهوان حتى بات يتنفس الزل والهوان ،حتى من صفوتنا وشيوخنا.
تاسعا: تم إسقاط أسطورة الرئيس الأزلى حتى الموت وتم إقرار حد أقصى له ثمان سنوات
عاشرا: تم لفظ كل من ليس مصريا خالصا هو وزوجته من الترشح أصلا للرئاسة
حادى عشر: فتحت الثورة غطاء السجن المظلم الذى حبسنا فيه النظام طيلة عشرات السنين فعرفنا فجأة أننا متنوعون.
ثانى عشر: عيشتنا الثورة فى حلم وردى طيلة 18 يوما شعرنا فيها بالهوية المصرية الخالصة.
ثالث عشر: أظهرت مدى تعطش الشعب للديموقراطية من مدى إقباله على الإستفتاء ثم الإنتخابات.
رابع عشر: جعلتنا نترك الإهتمامات بالتوافه ونهتم بالمهم وبات حديثنا عن السياسة والساسة والدستور بعد أن كان عن كرة القدم أو الأفلام والأغانى فقط.
خامس عشر: أدخلت البلاد فى حالة حوار مجتمعى دائم بدلا من المشى جانب الحيط أو بالأحرى داخل الحيط.
ولكن . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالمقابل هل أخفقت الثورة فى أشياء؟!
هل أخفقت الثورة فى الآتى :
أولا: إجماع وطنى على قائد أو قادة للثورة
ثانيا: التجمع على قلب رجل واحد
ثالثا: نشر المحبة والتسامح فى قلوب المتنوعين
رابعا: الحوار الراقى برغم الإختلاف أم سادت نبرة التخوين.
خامسا: تعريفنا حقا بأنفسنا وأنا متنوعون وأن التنوع هذا يصب فى صالحنا لأنه يؤدى للتكامل وليس للتشاحن
سادسا: وضع رؤية واضحة أو حتى علامات على الطريق حتى لا ندور فى حلقات مفرغة
سابعا: تهذيب لغة الحوار والخلاف.
ثامنا: تعليمنا إنتخاب الأصلح وأن الإنتخاب ليس إلا تنافسا على تقديم الأفضل والأخير لا صراع لمجرد الفوز ولو على حساب الخير والفضل.
تاسعا: أن تجعلنا نستمع للنقد العام فنظن أنه موجه لنا نحن لا منافسينا فقط لنحسن من أنفسنا
عاشرا: أن نثق فى بعضنا البعض.
حادى عشر: أن نسلم بنتائج الديموقراطية ولو لم تأت بما لم نراه.
ثانى عشر: أن تجعلنا أمناء غير مغالطين ولو على أنفسنا.
ثالث عشر: إزالة الطبقية الفكرية والمادية.
رابع عشر: طمأنة قطاع عريض من المصريين مازالوا خائفين من الثورة برغم كل نجاحاتها.
خامس عشر: أن نستمع لغيرنا أكثر من أن نتكلم نحن.
أم أن كل تلك إلإخفاقات هى محض خيال يريد مثالية مزعومة ولا يعيش فى عالم الواقع.
ولكن مهلا . . . . . . . . . . . . .
الثورة أصلا حلم وخيال ومثالية ترفض الواقع وتسعى إلى تغييره
يبدو أن الثورة تحتاج لثورة لتحقيق إخفاقات الثورة!!!
يبدوا أنا إن لم نتناغم مثل أوركسترا كبير تحت عصا مايسترو قدير سيصير عزف كل واحد منا على مجهوده وجودته نشاز فى نشاز يؤدى لنفور الجالسين بالقاعة فى أبهى حللهم قادمون ليستمعو لأحلى السينفونيات.
لذا سأغمض عينى قليلا لأحلم وأثور على نفسى.
سأغمض عينى قليلا لأعزف لحنا هادئا فى خضم هذا المعترك.
لحن الصمت
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .