السبت، أكتوبر 22، 2011

جزيرة الأفكار 6

يا سندباد هناك جزيرة فى الأفق ...
قالها أحد أفراد طاقم السفينة، وأشار إلىّ أننا نحط رحالنا فيها بجانب تلك البقعة التى بها أشجار النخيل، بينما اختار آخر تلك البقعة بجانب جدول المياه .. واتفقنا على أن نحدد عند رسوّنا هناك .
عندما وصلنا ونزلنا الجزيرة،، أحسسنا كلنا بإحساس عجيب وكأن عقولنا تفتحت بشكل رهيب ..وإليك ما حدث ...
- يجب أن ندرس جيداً أى مكان بالضبط لنخيم فيه 
- نعم هناك حساب الرياح واتجاه الشمس وشروقها
- بالفعل وهناك الشمال واتجاهه حيث أنه مكان السفينة فلو اقتربنا منه فى مخيمنا لن نبتعد كثيراً عن السفينة ..
-وهناك اتجاه مسير قطعان الحيوانات،، حيث سيكون الصيد أسهل
و ..... و....... و........... و..........
واختلفنا كثيراً وصرنا كلٌ واحد يمسك بيده ورقاً وقلماً لنحسب أفضل مكان !!
الوحيدة التى لم تحس بما أحسسنا هى حبيبتى ياسمينا !!
وظلت تطير وتحط على شجرة منتظرة أن نخيم حتى تجلس معى فى خيمتى،، ولكن زاد مللها ونحن مازلنا نتناقش !!!
بدأت ياسمينا تنقرنى فى خدى ورأسى قائلة : سندباد ، ماذا دهاكم ؟ خيموا فى أى مكان كلها يوم واحد ونمشى من هنا ،، كل هذه العوامل لا تفرق !!!
قلت لها: لا يا ياسيمنا سنضيع الوقت لو لم نختر المكان المناسب ..
ياسمينا تنقر رأسى : ألم يكفك ضياع الوقت هذا ولم تعرفوا بعد المكان المناسب
وظلت تنقر رأسى كثيراً حتى غضبت منها جداً ومن كثرة غضبى لم أستطيع التركيز والتفكير ، وأحسست ساعتها أن كل الأفكار تتوقف عند إحدى الخيارين الذين اتفقنا عليهما قبل الرسو هنا !!!! كيف ذلك ؟؟؟
هتفت بى ياسمينا: يا سندباد احترس هذه جزيرة الأفكار، مكتوب هنا على هذا الكوخ أن من يدخل هنا يظل أسير الأفكار والخيارات !!
تعجبت لذلك وقلت لها: وما الحل ؟
قالت فى دهشة: يبدوا أن الغضب هو الحل، الغضب هو الشئ الوحيد المفيد فى تشتيت الأفكار سأضربهم جميعاً ،،
وبدأت تنقرهم جميعاً فرداً فرداً !!! حتى أفاق الجميع
برغم أن الغضب حماقة ... إلا أنه هنا كان ذو فائدة عظيمة
اتفقنا جميعاً على أن "نسقط" الجزيرة من حسابنا ... واجتمعنا مرة أخرى بعد تشتتنا،،
أخيراً ..... 
ياسمينا أنت رائعة، أحبك .. أحبك ،، لكم أحبك .......
أسرعنا الخطا نلملم أنفسنا حتى وصلنا السفينة وأدرنا الدفة وابتعدنا مسرعين عن جزيرة الأفكار ،، 
المدون:هذا يذكرنى بشئ ما تقريباً فعلناه منذ فترة !!!! ما هو ؟؟ مممممممم !!!! لا أدرى
هداك الله يا أيها المدون أنت وقومك .. أما أنا فاتركنى أقول لها كلمة أخيرة.
لولاك يا ياسمينا لضعنا فى بحور الأفكار والخيارات،أنت أجمل منى يا حبيبتى ، وأعدك ألا أتركك أبداً .. العمر قصير كى نضيعه فى خلافات وهمية أصلاً ..... وساعة الجد سنتفق .. أليس كذلك يا حبيبتى ؟ ياسمينا ...
-نعم يا سندباد . ، يا حبيبى
-تأكدى لن يكون لى عيش بدونك أبداً ،، الأمس واليوم والغد بإذن الله .. لقد جمعنا الله  ولن يضيعناً أبداً ، أحبك ... تأكدى ولا تخافى مما فى قلبك وقلبى ، فقط لنلجأ لله الذى سيحل سحرك هذا .. يارب .. يارب

جزيرة الأحلام 5

ذات مرة ألقتنا العواصف والرياح لجزيرة مجهولة لم اتمكن من معرفتها ولا الرجوع إليها مرة أخرى !! نزلنا جميعاً أنا وطاقم السفينة ونزلت معى ترافقنى على كتفى وأحياناً على رأسى ياسمينا، كانت الجزيرة جميلة مليئة بالورود والرياحين والجداول الرائعة التى يجلس أمامها المرء مشدوهاً ويردد "سبحان الله" كما يتنفس !!
جلسنا أنا وياسمينا فى ظل شجرة وأخرجنا من سلتى طعاماً لنأكل، كنت آكل كالغول بالنسبة لياسمينا طبعاً. كنت أقطع قطع الخبز فتاتاً صغيراً وأضعه فى كف يدى وأميل به لمنقارها حتى تأكل منه، صحيحٌ أننى آكل لكنى عندما أراها تأكل أشبع.
- ياليتك كنت إنسية يا ياسمينا الآن، فكما يقال الماء والخضرة والوجه الحسن ، وأنا ينقصنى الآن الوجه الحسن 
أطرقت يامسنا بمنقارها أسفاً وحزناً لثوانٍ، ثم عادت لترفعها قائلة : عندى فكرة تغمض عينيك وتتخيلنى ..
قاطعتها:لا أنا أريدك حقيقة مل عينى ..
وفجأة ومن غير مقدمات ظهرت لنا ساحرة لا أدرى إن كانت طيبة أو شريرة، فلقد احترت بين الحد الفاصل بينهما !!! وقالت فى صوت رخو: أستطيع أن احقق لك أمنيتك وأحولها لإنسية مرة أخرى ....
سقط قلبى أرضاً من الفرح وطارت ياسمينا حولى وحولها فى دورات كثيرة حتى سقطت من الدوران، هل هذا حقيقة أم حلم !!
قالت الساحرة:بل حقيقة فى جزيرة الأمانى، ولكن لكل شئ ثمن 
صاحت ياسمينا:أنا على استعداد أن أدفع كل أموالى
قالت الساحرة فى حزم:لا الثمن ليس مالاً، الثمن سيكون أقسى من ذلك، الثمن أن تفقدى صوتك وتعيشى حياتك مشلولة !!!
ماهذا !! لا يمكن أن تكون هذه ساحرة طيبة، أكيد هى شريرة
قالت ياسمينا بعد صمت كثير فى لهفة: موافقة
صرخت : لا يا ياسمينا لن أكون أنانياً أضحى بك من أجل أن أرى وجهك،
قاطعتنى ياسمينا:وأنا موافقة يا ساحرة
قالت الساحرة فى خبث: إذن نبدأ،ولك منى هدية طالما أنتم فى هذه الجزيرة سيكون لك صوت وأقدام تمشين عليها !! هذا فقط لأنك ضحيت بنفسك، أما عند رحيلكما فستفقدينهما كما اتفقنا، ولك ايضاً هدية أخرى فى خلال يوم إذا أردت الرجوع فى الصفقة قبل الرحيل من هنا فلك ذلك ، اتفقنا ؟
غمغمت ياسمينا فى فرح:اتفقنا
كنت ساعتها غير قادر على الحركة ثبتتنى الساحرة فى الشجرة،أحاول بغضب أن أفك قيوداً وهمية فلم أستطع فاستلمت .. وبكيت حتى سقطت مغشياً على
ولما أفقت وجدتها أمامى ياسمينا التى لم أر وجهها منذ سنين،لم تكن تعنى لى السنين شيئاً ولكن هى المقياس الوحيد...
فُكّت قيودى وطللت أنظر لوجهها، انها ياسمينا ، ظللت أفرك فى عينى لأتأكد من أنى لا أحلم، وكانت حقيقة !!! ياسمينا ، ياسمينا ، اضطربت أنفاسى ودقات قلبى، هذا الوجه أعرفه برغم أننى لم أره منذ زمن بعيد !!!
ظللت أنظر لوجهها أملى عينى منه، سبحان الله، لقد نسيت أنك جميلة جداً يا ياسمينا، أحببتك حتى وأنت طائر بمنقار، أفلن أحبك وأنت إنسان، ياسمينا ..
أطرقت بوجهها أرضاً ثم رفعته بسرعة لأنها تذكرت أن الوقت ليس وقت حياء فهى أيضاً تريد أن ترانى وأنا أراها إنسانة ..
أرجوك يا ياسمينا لقد كانت الساحرة كريمة معنا، تستطيعين الاستمتاع ليوم واحد ثم لترجعى كما كنت حتى لا نرحل وانت بلا صوت أو قدمين ! أرجوك أتوسل إليك
فى البداية صممت، ثم فى النهاية استسلمت لى ولكنها حاولت:ولكن من الممكن أن نظل هنا فى هذه الجزيرة ويرحل الجميع ويتركنا، ونعيش هنا بمفردنا .
-لن نستطيع ذلك يا ياسمينا فهنا جزيرة الوهم والخيال، ولا غنى لنا عن الحياة الواقعية الأسطورية التى نعيشها !!
حاولت نعم لكنى أقنعتها بالاستسلام،، قضينا أجمل لحظات فى حياتينا، ننظر لبعضنا البعض، الحمد لله على يوم واحد ،، صحيح أنه ليس كاف ولكن الحمد لله ..
وقبل نهاية اليوم ذهبنا مرة أخرى للساحرة التى أعتقد أنها طيبة وفككنا السحر مرة أخرى وعادت لوجهها الطائرى ، بكت وبكيت ،، حتى الساحرة بكت ،
نادانى طاقم السفينة أن حان وقت الرحيل،، طارت ياسمينا باكية على كتفى وظلت تنقر خدى، تحملتها لأنى أحبها، ولكن أحب الخير لها ولو على نفسى وعلى ما أحب أنا ...
فأنا السندباد العربى المسلم العربى ، الذى يضحى بنفسه لأجل ياسمينته .
لست دراكولا الذى عندما يحب امرأة يمتص دمها ويحولها إلى شخص منبوذ مثله يعيش بالظلام، ويهلكه ضوء الشمس .. إنه إنسان كريه .. يعيش معنا فى عالم الأساطير أيضاً
لكن ليس كل الأساطير ... فأنا وياسمينا غير .......
ومرحبا بياسمينا معى فى الطريق، طائر جميل يرفرف، شلت يدى إن حاولت يومها قص ريشها ، سأجعلها تطير وتحلق لأنى سأموت إن لم تطر هى !!!
سلام يا جزيرة الأحلام ،،،