الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

عن البدعة

سألني أحد الإخوة الأفاضل عن البدعة ما هي وذلك عندما تكلمت عن أن البدع موجودة في كل الفرق والطوائفة من شيعة وصوفية وأهل السنة وغيرهم. فأما البدعة فقد وردت في الحديث بلفظ وتعريف جامع مانع:-ألا "إن كل محدثة بدعة"،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار. فالحديث صحيح صريح واضح في أن كل ما يستحدث في الدين وذلك من تغيير حكم لشئ من إباحة إلى تحريم ومن تحريم إلى إباحة ومن أي حكم لآخر، كل ذلك بدعة،فعصر التشريع انتهى بموت النبي صلى الله عليه وسلم،فاستحداث حكم أو عبادة أو تخصيص عبادة بوقت محدد لم يرد أو بفضل لم يثبت، كل ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة،ولا يُشَغِّب مُشَغِّبٌ ويقول فالصلاة على الحصير وإنارة المساجد تكون بدعة،فالبدعة في الأحكام والعبادات، وليست في الأحوال والعادات،لأن الأصل في العادات الإباحة،والأصل في الأحكام/العبادات التوقيف(أي التوقف عند النص الـمُبَيِّن للحكم/العبادة).
لذا كان أفضل من عرف البدعة تعريفاً صحيحاً يستند للنصوص الإمام العلامة الشاطبي،،فقد ألف كتاب الاعتصام عن البدعة وتعريفها وقال هي:-طريقة في الدين مخترعة،تضاهي الطريقة الشرعية،يقصد بالسلوك عليها زيادة تعبد لله. ويأتي السؤال المشهور الذي تتناوله الأجيال عندما جمع عمر بن الخطاب المسلمين على إمام واحد في صلاة القيام في رمضان قال "نِعمَت البدعة" ففعلها ومدحها فكيف ذلك؟ أولا استخدام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكلمة البدعة هنا ليس وحي ولا عمر رضي الله عنه معصوم حتى نستدل بقوله وعمله،،ثانياً استخدامه صحيح لغة لكن القيام وفي ليالي رمضان ومع إمام واحد كل ذلك ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فما ذلك ببدعةإلا بالمعنى اللغوى بينما هي إحياءسنة ، وعلى ذلك أيضاً معنى الحديث المشهور"من سَنَّ سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"،وهو محمول على إحياء قيمة اسلامية وردت بالنصوص كان الناس قد هجروها فأحياها وسنَّها أحد من جديد،وذلك لأن الله يقول"اليوم أكملت لكم دينكم"،فالدين اكتمل بوفاة الرسول وانقطاع الوحي، ولا يجوز لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه لا حكم ولا عبادة ولا شعيرة ولا شئ،،،ولو اعتصمنا -كما أشار الشاطبي- بالسنة وابتعدنا عن البدعة لتم لنا نقاء الدين الخالص لوجه الله،،أن نعبد الله مخلصين له الدين وأن توافق عبادتنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،فبذلك فلنعتصم #انتهى