الاثنين، يناير 16، 2012

تصور !!!

كل إنسان أسير تصوراته الذهنية وهى الخريطة التى يفهم بها العالم.قد تمثل العالم تمثيلا قريبا ولكنه ليس مطابقا.فهناك عمليات ثلاثة يقوم المخ:الحذف والتشوية والتعميم. وهى فلاتر استقبال العالم لحسن معاجته عقليا فيحذف مثلا معلومات غير مهمة )بالنسبة له( مثل تفاصيل محلات على جانبى الطريق لأنه سائق وهذا يشتت تركيزه. المشكلة أن خخريطة العالم هذه تحدد من كيفية فهمك بعد ذلك للعالم فيتم إنكار ماهو غير موجود على الخريطة حتى تتأكد منه فتعيد رسم الخريطة هذا إن كنت متفتح الذهن ولو غير ذلك فستظل إما منكرا وجود الشئ أو مشروعيته على الاقل. فمثلا فى الهجرة مشهور جدا عندنا حادث اليمامة والعنكبوت فى الهجرة ولكن هذه القصة منكرة عند علماء الحديث وضعيفة جدا فإذا واجهت أحدا بهذه المعلومة المنافية لمنطق الأحداث وخريطته عنده أسرع إما لتكفيرك أو لتجهيلك وغضب عليك غضبا شديدا فالإنسان باختصار "عدو ما يجهل" !!!!
وتخيل أن تلك الخريطة التى ترسمها طول عمرك عن العالم ثم تفهم بها العالم وهى منقوصة فتعيد رسم نسخة أنقص من العالم وهكذا حتى تصير تعيش فى عالم من الترات الذهنية الفريدة التى لا يعيشها إلا أنت!! أو على أحسن تقدير أنت والأقربون إليك. فهل سيسهل عليك التواصل بعدها مع مخالف لك فى الخريطة!!!!
كل هذا يسميه العلماء التصور الذهنى أو البارادايم. ومن يرفض البارادايم السائد ويسعى لتغييره هم البايونييرز او الرواد وهم محركى البارادايم أو ال paradigm shifters ثم يتبعهم الطليعة الأولى التجديدية التىتسعى لتقبل تصورات ذهنية جديدة ويقاومهم التقليديون.
هل ستوصلك خريطتك للقاهرة إلى أى نتيجة إن كنت تستعملها فى الاسكندرية!!!
والحل هو أن توسع خريطتك بالاستعانة بخرائط الناس ومحاولة التفهم للأشياء التى هى فى المناطق المظلمة فى التصور الذهنى وإنارة عامود نور بها حتى تظهر فى خريطتك الذهنية فتفهم أكثر وتستوعب أكثر.
والله من وراء القصد
أو هكذا أزعم