الخميس، أكتوبر 20، 2011

كان يا ما كان 3

ذات مرة وياسمينا بشرية جلست معها على الشاطئ،وجلست كطفلة تلم الحصى وتلقية على وجه الماء فيصير دوائر تتسع حتى تتلاشى
سكتت قليلا وقد كانت صامتة،ولكن صمت يتكلم، ثم تكلمت : أتعرف يا سندباد، أن المرء منّا لا يستطيع إصلاح خطئه !!
تعجبت قائلاً:وكيف ذلك، كلنا نصلح من أنفسنا ونعيد اختياراتنا.
قالت شاخصة للبحر العميق: ولكن حين ذاك يكون الوقت قد مر وحين ترجع لا ترجع لنقطة البداية ولكن للنقطة الزمنية التى أنت فيها الآن !!! ويكون العمر ضاع وولى .
تنهدتُ قائلاً: لماذا كل هذا الحزن،ألسنا مع بعضنا الآن،لا يهمنا شئ آخر .
قالت وهى تنظر إلىّ نظرتها المعهودة،فقد كان لها نظرة بالوجه ولكن عينيها تنظر إلى شخص كأنه واقف خلفى، حياءً غالباً، قالت: الآن أنا إلى جوارك، ولكن لا تدرى ماذا يخبئ الغد،، وسرت لؤلؤة من عينها لتقبل شفتها،
نظرت لها وأمسكت يدها بسرعة وضغطت عليها برفق حتى شعرت بنبض قلبها فى كفها وقلت:أنا لك مهما طال الزمان،مهما كبرت أو صغرت، حى وميت..
قالت لى فى هدوء وثقة وابتسام عكس ما كانت عليه من الخنوع السابق: وأنا سأظل معك دائماً أتعرف "لصقة الظهر الأمريكانى" سأكون لك كذلك، ولن تستطيع العيش بدونى ..
ولأول مرة وأعتقد أنها كانت الأخيرة، نظرت لعينى مباشرة تخاطب كل عين على حدة، أنا معك ، أنا معك....
أتعرف يا صديقى، أن هذه الوعود، ليست فى مقدور البشر، ولكنّا نعد بها حتى نعطى للقلب ثقة أن يكمل المسير ولا يخاف......
الحمد لله أن جعلنى فى عالم الأساطير حتى أفى بوعدى، ففى عالمكم سأكون الآن فى واد وياسمينا فى واد آخر،،
ولكن لعالمى ضريبة أيضاً أنها الآن طائر ، ولكن الحمد لله على ذلك، أفضل من أن نفترق كلية حتى ننسى بعضنا،، فلو نسيتها نسيت نفسى كما قلت لكم من قبل،،
برغم نقرها لى على رأسى، وبرغم حدتها معى، فأنا لها وهى لى، ولن يفرقنا حتى كاتب هذه المدونة، لأنه لا يستطيع التحكم فى عالم الأساطير...
سلام مؤقت الآن كى لا أعطلك ولا تعطلنى،، فلدى موعد مع غيلان وأشباح و .. و ..

الزمن هو الحياة 2

على فكرة، أنا أعيش فى عصركم هذا وفى كل العصور، أستطيع بالأمس أن أعيش المستقبل، وأستطيع بالغد أن أعيش الماضى، الزمن بالنسبة لى لا يعنى سوى الحياة، أو إن شئت التشاؤم قلت الموت !! ولكن دعها هكذا الزمن يعنى الحياة
أقول لك هذا لأنى أستعجب جداً من كتاب قصتى السابقين -قبل هذا المدون- الذين يصرون على أنى أعيش فى الماضى فقط، الماضى البعيد، زمن الأساطير !!! أتدرى ما العجب ؟ أن زمن الأساطير لم يولى ويرحل إنه يعيش بيننا دائما، ولكل عصر أساطيره -مثلى- ولكل عصر سحره -مثل حكايتى- و حكايات "الكمبيوتر" و"الانترنت" و"الموبايل" أليست كل هذه أساطير أحلى من البلورة السحرية للساحرة الطيبة أو الشريرة، بلى هى كذلك ولكن كتاب الأساطير أوهموكم أن الأساطير انتهت، ولكن ..... ها أنا ذا بينكم، خير دليل على أن الأساطير باقية.
ما علينا،المهم أنى وياسمينا -عندما كانت بشرية- كنا نحب بعضنا البعض، ونلتقى ونفترق، ويحنوا أحدنا على الآخر، ويغضب أحدنا من الآخر حتى يظن الرآئى أننا أعداء !!!
إيه !! أيام جميلة.................
عندما أحكى لكم عنّا فلن ألتزم بترتيب زمنى فكما قلت لكم لا زمن عندى، الماضى والمستقبل والحاضر هو ياسمينا وأنا ..
بالمناسبة، ذات مرة أحببت أن أستعيد ذكرى لمس يد ياسمينا فكما تعلمون انها الآن "طائر" لها جناحان، فقالت لى: سآتيك بمنديل تعصب به عينيك، قلت لها: لا لزوم له سأغمض عينى، فنقرتنى فى رأسى -كعادتها- وقالت اسمع الكلام بحدة، 
-آى، حاضر
ثم قالت ، الآن تذكرنى وأنا انسان، تذكر جيداً، تذكر لمستى الحانية، الدافئة، وأصابعى الصغيرة المرتجفة،
والغريب أنى تذكرت ومدت إلى جناحها لألمسه بيدى فشعرت أنه يدها التى تذكرتها ، حاولت أن أفتح عينى لأرى يدها ،فوجدت المنديل على عينى، وعرفت ساعتها فائدة المنديل ، وغصت فى الخيال، 
ولم أخرج، كم من الزمن قضيت ، الاجابة أنت تعرفها:الزمن لا يعنى لى شئ، هو يعنى لك أنت .
لذا سأتركك الآن بعضاً من الوقت لتشعر بما شعرت أنا وألقاك آنفاً !!