إنه يوم الجمعة مساء الساعة الثامنة والربع وغداً أرجع إلى المدرسة، شعور يجعلنى أصاب بالغثيان والمغص الشديد. موعد نومى أزف، إنه فى التاسعة مساءً.
لا يوجد سوى القناة الأولى بعد المسلسل العربى وبعد ان انتهت حلقة روبى لمقدمتها صفاء قطب
أمى: خش نام يا بنى الساعة قربت على تسعه
انا فى توسل شديد: أرجوك يا أمى سيبينى حتى التاسعة أتفرج على التليفزيون
أمى:بس روبى خلص، حتتفرج على إيه تانى ؟
أنا فى ثقة: برنامج من أغانى الأفلام ، اللى بتقدمه أحلام شلبى
تذكر انا فى السابعة من عمرى ، والتاريخ حيث لا وسيلة ترفيه سوى التليفزيون بقناتيه الأولى والثانية
أمى:أغانى أفلام !!! انت حر يابنى
انا فى منتهى الفرح: هيييييييييييه ،، واقفز واتقافز واقبل أمى
معنى ان انام الآن هو إنقاص الأجازة بمدة نصف ساعة، وان أغلق عينى الآن لأفتحها على كابوس رهيب ، لا ليس وأنا نائم بل وأنا مستيقظ ، اسمه المدرسة !!!!
أدير مؤشر التليفزيون القديم الذى بلا زراير ، على القناة الأولى لأجد أحلام شلبى بشعرها الهايش الفايش، تبتسم ملء وجنتيها
وتقول: وعندما سافر للحرب وتركها وتواعدا على الزواج، وصل لها هذا الخطاب من الجيش يخبرها بوفاته، فزهلت لذلك ،وغنت هذه الأغنية ... (طب ياست أحلام انت فرحانه كده وبتضحكى إن الراجل مات !!!!!!)
أنا: إيه اللى مات لها حبيبها وبتغنى دى !!!!! طب حيطلع معاها فى الأغنية على إنه شبح مثلاً !!!! آه والله بجد إزاى ؟؟ أكيد شبح .. أشعر بالرعب وأتغطى بقوة ببطانيتى ، لأسمع شادية تغنى "شباكنا ستايره حرير" وبصوت به صدى خفيف،، والكورال شغال ،، هااااااااااااا هاااااااااااااا هااااااااااااااااااا ،،، يامّه ده صوت الأشباح بجد ،،
طب ماتنام يا نيلة انت وتتخمد،، لأ أشاهد هذا الرعب والغم خير من أغلق عينى لأفتحها على المدرسة . والغريبة أن هذا كان يحدث -على حسب ذاكرتى الطفولية- كل يوم جمعة وتعاد تقريبا كل مرة هذه الأغنية !!!!!!
وأسمع الأغنية التى هى بالنسبة لك سعيدة جداً جداً،، وأنا مرعوب وخائف جداً جداً
وانا الآن أسمعها،، وأبكى وأضحك فى نفس الوقت !!!!! أقهقه من الضحك ودموعى تنهمر سيولاً !!!!!!!!!!!
أضحك على هبلى وعبطى ، وأبكى لذكريات أليمة تنطلق لا إراديا عند سماعى هذه الأغنية ...................
استمع لها معى ... يمكن تعرف إنى مجنون وتجوزنى هنّومة ....