الجمعة، أكتوبر 21، 2011

شباكنا ستايره حرير

إنه يوم الجمعة مساء الساعة الثامنة والربع وغداً أرجع إلى المدرسة، شعور يجعلنى أصاب بالغثيان والمغص الشديد. موعد نومى أزف، إنه فى التاسعة مساءً.
لا يوجد سوى القناة الأولى بعد المسلسل العربى وبعد ان انتهت حلقة روبى لمقدمتها صفاء قطب
أمى: خش نام يا بنى الساعة قربت على تسعه
انا فى توسل شديد: أرجوك يا أمى سيبينى حتى التاسعة أتفرج على التليفزيون
أمى:بس روبى خلص، حتتفرج على إيه تانى ؟
أنا فى ثقة: برنامج من أغانى الأفلام ، اللى بتقدمه أحلام شلبى
تذكر انا فى السابعة من عمرى ، والتاريخ حيث لا وسيلة ترفيه سوى التليفزيون بقناتيه الأولى والثانية
أمى:أغانى أفلام !!! انت حر يابنى
انا فى منتهى الفرح: هيييييييييييه ،، واقفز واتقافز واقبل أمى
معنى ان انام الآن هو إنقاص الأجازة بمدة نصف ساعة، وان أغلق عينى الآن لأفتحها على كابوس رهيب ، لا ليس وأنا نائم بل وأنا مستيقظ ، اسمه المدرسة !!!!
أدير مؤشر التليفزيون القديم الذى بلا زراير ، على القناة الأولى لأجد أحلام شلبى بشعرها الهايش الفايش، تبتسم ملء وجنتيها 
وتقول: وعندما سافر للحرب وتركها وتواعدا على الزواج، وصل لها هذا الخطاب من الجيش يخبرها بوفاته، فزهلت لذلك ،وغنت هذه الأغنية ... (طب ياست أحلام انت فرحانه كده وبتضحكى إن الراجل مات !!!!!!)
أنا: إيه اللى مات لها حبيبها وبتغنى دى !!!!! طب حيطلع معاها فى الأغنية على إنه شبح مثلاً !!!! آه والله بجد إزاى ؟؟ أكيد شبح .. أشعر بالرعب وأتغطى بقوة ببطانيتى ، لأسمع شادية تغنى "شباكنا ستايره حرير" وبصوت به صدى خفيف،، والكورال شغال ،، هااااااااااااا هاااااااااااااا هااااااااااااااااااا ،،، يامّه ده صوت الأشباح بجد ،، 
طب ماتنام يا نيلة انت وتتخمد،، لأ أشاهد هذا الرعب والغم خير من أغلق عينى لأفتحها على المدرسة . والغريبة أن هذا كان يحدث -على حسب ذاكرتى الطفولية- كل يوم جمعة وتعاد تقريبا كل مرة هذه الأغنية !!!!!!
وأسمع الأغنية التى هى بالنسبة لك سعيدة جداً جداً،، وأنا مرعوب وخائف جداً جداً
وانا الآن أسمعها،، وأبكى وأضحك فى نفس الوقت !!!!! أقهقه من الضحك ودموعى تنهمر سيولاً !!!!!!!!!!! 
أضحك على هبلى وعبطى ، وأبكى لذكريات أليمة تنطلق لا إراديا عند سماعى هذه الأغنية ...................
استمع لها معى ... يمكن تعرف إنى مجنون وتجوزنى هنّومة ....



أول لقاء 4

كيف التقى صعلوك مثلى بملكة مثل ياسمينا؟ هذا سؤال سيراودك أو لن يراودك ولكنى سأجيب عنه، والاجابة هى "المول" !!!
المدون: وهل عندكم "مولات" يا سندباد !!!! ما هذا العبث ؟؟
غضبت جداً:قلت لك أنا لا أكذب ولا أتجمل،،أنا أقول الصدق ولكن صدقى من عالم الاساطير،، نعم عندنا "مولات" ومتعددة الطوابق أيضاً، ومن فضلك حاول ألا تقاطعنى مرة أخرى وإلا اتجهت بقصتى لمدون آخر. إتفقنا ؟ اتفقنا .....
كنت ذات مرة ذاهب لصلاة الفجر وكان صدرى ضائقاً من حزن دفين لا أدرى ما سببه ومازال يلازمنى حتى الآن وكأنه جزء من جسدى !! ومشيت حتى المسجد ووجدت على بوابة المسجد صديقاً لى يشير ألىّ بيده أن هلم للصلاة،وكان يستعد ليؤذن، ودخل المسجد ولم أدخل وعند المحراب رأيت من الباب جهاز "كاسيت" وصديقى يضع به شريطاً ويشغله فى الميكروفون،وإذا به الأذان !!!! استعجبت لذلك جداً ونظرت إلى صديقى الذى اشار إلى الكاسيت فى إشارة أن استمع لهذا الأذان، وكان وجهه لا حياة فيه !!! فتركته وأكملت مسيرى وأنا حزين،، ومشيت ومشيت حتى وجدت نفسى أصل إلى صحراء خارج حدود مدينتنا !! ووجدتنى فى لامكان ولا زمان،ليس حولى انسان، نظرت للخلف فوجدتنى ابتعدت كثيراً عن المسجد فقررت وأنا حزين هكذا أن أؤذن بنفسى وبصوت عال لصلاة الفجر، ثم أصلى،
وأذنت بصوت عال،، الله أكبر الله أكبر ،،، الله أكبر الله أكبر .....
وفوجئت بصوتى يتهدّل من البكاء الشديد وأنا أؤذن!! حى على الصلاة ،، حى على الصلاة .. إهئ إهئ ... بكاء غزير ينهمر من عينىّ 
وفجأة وأنا أنهى الأذان، ظهر من العدم "المول" وبه ناس كثيرون فى الأدوار كلها متوقفون عن الحركة كأنهم تماثيل !! يسمعون أذانى ويعجبون لبكائى ويرقون لحالى
وإذا بدور زجاجى به طاولة تجلس أمامها ..............
ياسمينا .. ياااااه ، ينسدل شعرها الأسود الحالك لامعاً وترتدى ثياباً بيضاء كأنها جنية من عالمنا، نعم عالم الأساطير .. وقفت ونظرت إلى من بعيد ولكنى لمحتها وتبسمت إلىّ ابتسامة أنزلت برداً وسكينة على قلبى ، وتوقفت عن البكاء وعن الأذان .. وتوقفت عن النظر إلىّ ثم فجأة وجدتها فى هيئة الصلاة تصلى، فى مكانها وكل الناس فى المول يصلون فى اماكنهم !!! وصليت أنا أيضاً فى مكانى !!!
وعندما انتهيت من الصلاة طرت مسرعاً على السلم لأصل لمكانها قبل أن تختفى كما ظهرت من العدم !! ووصلت أمامها .. ووقفت ... ووقفت أمامى ..
تنظر إلىّ وأنظر إليها ... صمتنا طويلاً ، فاصمت للحظات معى حتى أسترجع عبق تلك اللحظة ...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
وقلت لها فجأة ،، كيف تبعدين عنى وأنا أحبك ....
المدون:أحبك ؟؟؟ وتبعدين عنّى ؟؟ انت لسه لحقت يا عم السندباد ؟؟
أغمضت عينى حتى لا أعكر جمال اللحظة وقلت له: وماذا تنتظر؟؟ الحب فى عالمى نعرفه من أول لحظة.
أدارت ياسمينا وجهها فى خجل شديد واحمرت وجنتيها وقالت: أنا لا أحب هذا الكلام،، ثم أطرقت فى الأرض وأسرعت الخطا مبتعدة عنى !!
جريت وراءها وأمسكت يدها وقلت لها: ارجوك لا تقتلينى ، سنلتقى أليس كذلك ؟
ابتسمت كاشراقة الشمس وقالت: أكثر مما تتخيل بإذن الله .
وسحبت يدها من يدى فى رقة وبطء كأنها حفنة من رمل دافئ يتساقط من بين اصابعك ولا تستطيع أن تحكم قبضتك عليه .
ومشت .. ومشت ... ومشت ...
وتلك كانت أولى لقاءاتى بها ، بها ، بياسمينا ، بياسمينا ، لكم هو جميل أن تنطق اسمها مرات وأن تنطق ضميراً حتى يعود عليها ...
نلتقى فى حلقة قادمة يا أيها المدون المقاطع ....