الاثنين، أكتوبر 05، 2009

أنا أول المسلمين

أنا أول المسلمين

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)(سورةالأنعام)

أيها المسلم ، هل قرأت تلكم الآيات السابقة بتمعن وتدبر وتفكر ، إن لم تكن فعلت فارجع إليها مرة أخرى وافعل ولا تقل أنا أعرفها جيداً وقرأتها عشرات المرات ، فكم من قراءة قرأناها بلا تدبر و تفكر . ولقد أمرنا الله أن نتفكر و نتدبر آيات الله .

بعد أن قرأت و تدبرت وتفكرت ، أرأيت كيف أخبر الله نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم أن "الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً" فليس محمد صلى الله عليه وسلم منهم فى شئ . ولماذا ترك أمرهم لله وأن الله "ينبئهم بما كانوا يفعلون" .

يخبرك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن كل الأمم – سنة الله فى خلقه – تفترق ، وأن أمتنا ليست بمفارقة سنن الأمم السابقة فيقول : أن أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على اثنتين وسبعين فرقة في الأهواء ألا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة . (صحيح)

ويخبر الحبيب صحابيه حذيفة بن اليمان : فالزم جماعة المسلمين و إمامهم فإن لم تكن جماعة و لا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت كذلك . (صحيح)

أى أن محاولة تجميع الأمة وقتها والأمة ليس لها جماعة واحدة ولا إمام واحد ليست مفترضة على المسلم ، والمطلوب أن تعتزل كل تلك الفرق ، لا أن تتحزب مع أقربها للجماعة و لا أقربها للعهد النبوى ولا خلافه ، بل اعتزل تلك الفرق كلها ، قال الحافظ ابن حجر عن الطبري : " و في الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا ، فلا يتبع أحدا في الفرقة و يعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ، و على ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث ، و به يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها "

ولم ذلك ؟ لأن الخرق واسع يستحيل ضمه و علاجه ، بل الواجب أن تصلح من حال نفسك أنت كما جاء فى الحديث فى هذا الوقت : عليك بخاصة أمر نفسك و دع عنك أمر العامة . (صحيح)

يقول الله عن هذه الحال : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) (الروم)

وما معنى "شيع" هذه ؟ أقول معناها هو نفس معنى فرق ولكن الفرق أصول كبار تتفرع عنها شيع صغيرة ،

ولتدرك قبح التشيع وإلى ماذا سيؤدى اسمع قول الله : فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) (القصص)

انظر كيف آل بموسى عليه السلام الأمر عندما لبى نداء من هو من شيعته .

وإن قلت ماذا أفعل فى آية : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

قلنا لك أكمل الآية : وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) (الكهف)

وقولنا لك هو أنه فى حالة التفرق يكثر الأهواء وأهل الأهواء فهذه هى المادة التى تعيش عليها تلك الجراثيم ألا وهى "التفرق" ، فباقى الآية يخبرك أن لا تتبع أحداً فى هواه.

إذن أتبع من ؟ .. يقول الله لك : وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) (لقمان)

ستجد نفسك ترجع مرة أخرى للفرقة الناجية النادرة الوجود "ما أنا عليه وأصحابى" .. وستعرف ساعتها أن تعتزل كل الفرق بمعنى الكلمة لأن من حالته على حال الصحابة قليل نادر لا يقوى أن يكون فرقة أصلاً .. وحال هؤلاء حال الصحابة .. لا يبدعون ولا يفسقون ولا يكفرون و على ربهم يتوكلون ..

ستجدهم "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)" (الفتح)

وإن قلت هؤلاء ولوا وذهبوا .. قلت لك الحق بركبهم و ليكن لسان حالك يقول :

وإنى وإن كنت الأخير زمانُه – لآت بما لم تستطعه الأوائل

ساعتها فقط ستكون من : َالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ (100) (التوبه)

وستنال – بإذن الله - بعضاً مما نالوا رضوان الله عليهم : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) (التوبة)

وليكن قدوتك والحال هذه من كان قدوتهم ، محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا تقلدهم إلا إن أجمعوا على شئ فكلهم اقتبس من نور محمد صلى الله عليه وسلم .. فنال كل واحد بقدر من نور النبوة .. فإن كنت مقتبساً فمن الأصل الذى اقتبسوا منه

ولتكن مديما على أن تقول (لنفسك) :

إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ

أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ