السبت، نوفمبر 12، 2011

حجرة المعيشة

كانت شقتى المعهودة التى أعيش فيها شقة فريدة من نوعها، اشتريتها بعرق جبينى، أسستها على وقت طويل بلا تسرع، وأوليت اهتماماً شديداً لتلك الحجرة منها ، إنها حجرة المعيشة ...
حتى مقتاح باب تلك الحجرة كان غير كل مفاتيح الغرف الأخرى، فقد كان من الذهب الخالص ، وضعت بها أحدث الأجهزة : جهاز تسجيل هاى فاى دك رائع ،، شرائط الكاسيت لأجمل ما غنى العظماء مثل عبد الحليم حافظ و فيروز، شرائط فيديو لأجمل أفلام توم هانكس أوميج رايان أو كلاهما... sleepless in seatle ، Forrest gump، Cast away، إلى آخر تلك القائمة الرائعة
عندما بدأت حياتى العملية راعيت تلك الغرفة جداً دهنتها باللون الوردى الفاتح ، الذى نصحنى الأصدقاء أنه لون غير عملى !! وما شأن العملية بالموضوع هذه غرفتى التى أعيش بها أنا ، لن تكون ورشة نجارة حتى أراعى فيها العملية !!
المهم أنى ملأتها يوماً بعد يوم بأوقاتى ... ومشاعرى .. حتى صارت بنك مشاعرى .
كنت أذهب للعمل وأرجع إليها وأحياناً أنام بها من التعب ، 
فى ذلك اليوم من الحياة سمعت فيها أحلى ما غنت فيروز "شايف البحر شو كبير ... كبر البحر بحبك" 
وفى يوم آخر سمعتها تقول "خايف أقول اللى ف قلبى تتقل وتعند وياى"
كنت أسمع وأحلم ،، أحلم بيوم جميل قادم ...
ولا يستحق لقب "حالم" من لم يسعى لتحقيق أحلامه ، هكذا قالت لى مفسرة الأحلام الذى كنت أذهب إليها لتفسير أحلامى
وسعيت بالفعل لتحقيقها لكن سعيى صدمته عوائق كثيرة حتى صرت مكبلاً بالقيود، مما دعى مفسرة الأحلام أن تقول لى أنى لا أسعى لتحقيق أحلامى ، ولقد كانت قاسية جداً على حين فسرت لى ذلك الحلم ،، 
لماذا تظن بى أنى كذلك ؟! سامحكِ الله ....
لقد شارفت على الموت فى سبيل تحقيق حلمى ولكنها لا تعرف ، تتهمنى ولا أستطيع الدفاع عن نفسى ، لم أطلب منها سوى ألا تقسو علىّ
"بكتب إسمك يا حبيبى ع الحور العتيق ، وتكتب إسمى يا حبيبى ع رمل الطريق ، ولما بتشتى الدني ع القصص المجرحة ، بيبقى اسمك يا حبيبى واسمى بينمحى "
دخلت إلى غرفتى أبكى على أنغام تلك الأغنية ،
ليتنى كنت أقوى من هذا ، يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.. 
هل أتوقف عن الحلم ؟! لا وألف لا ، لو فعلت لمت ، وسأظل أحلم ولا مفسر لاحلامى سواها ، مهما قست ....
حاولت أن أغلق تلك الغرفة وألا أدخلها ،، أغلقتها بعض من الوقت .. لكنى لم أستطع ..
فتحتها ثانية لأحلم وأسعى لتحقيق أحلامى ... 
قبل أن تتهمنى ثانية أنى مقصر فى السعى والفعل لتحقيق احلامى
فتحتها لأنقذ الأمل ،، 
ولقد فُتِح قبلى ذلك الصندوق ، صندوق باندورا ،، فخرج منه كل العذابات والآلام ، ولم يتبقى به سوى الأمل .. وهذا ما يغرى كل حالم أن يفتح الصندوق ظناً منه أنه لن يفتح على العذابات والآلام بل على الأمل .......
ولا أمل بلا حُلم
ولا حُلم بلا حالم
ولا مفسرة أحلام ............