الثلاثاء، يناير 31، 2012

سلمية % !!!

تخيل شخصا حصل إمتحن 5 مواد وحصل على الدرجات التالية:
مادة1: 100%
مادة2: 100%
مادة3: 100%
مادة4: 50%
مادة5: 50%
فصار متوسط درجاته النهائية:80% وبذلك حصل على تقدير جيد جدا.تمام؟
طيب عندما ستنقل للناس عن مستوى هذا الشخص ماذا ستقول لهم؟!
ستقول لهم هذا طالب متفوق. إنه حاصل على تقدير جيد جدا. وسيتناقل الناس عنه ذلك أنه متفوق وحاصل على تقدير جيد جدا.
وبعد أن يستقر هذا الإنطباع عنه سيعامله الناس على أنه رائع وعبقرى و. . .
ولكن هذا التقييم تقييم إجمالى. . . . . أتتذكر ؟ . . . تمام.
عندما تمر الأيام يزداد ترسيخ اسطورة هذا الطالب المتفوق
ومع الوقت يعمل هذا الشخص عملا يحتاج فيه أكثر لمعلومات علمية من المواد التى درسها وذات مرة إحتاج بالذات لمعلومات المادتين اللتين حصل فيهما على 50% فقط!!!
فكان استعماله لتلك المعلومات بالكاد مقبول!!!
فاستاء الناس من مستواه وظلوا يقولون أنه كان متفوقا. أين أيام كان متفوقا. لقد كانت أياما جميلة. وكان ساعتها هو عبقريا!!! خسارته!!! لقد تغير مع الزمن!! لقد ألهته الدنيا عن علمه فصار ضعيفا!! وظل الناس يتباكون على أيام عبقريته الماضية!!
والغريب أنه مازال عبقريا كما وصفوه من قبل ولكنه هنا إحتاحح فى هذا الوقت لمعلومات معينة حصل فى مادتها على 50% فعاملوه على أنه ضعيف وليس عبقريا.
وتخيل أن عمله هذا كان أكثره إحتياج لتلك المواد وكل مرة يكون أداؤه ضعيفا
فعامله الناس الذين عاملوه من قبل على أنه العبقرى. على أنه ضعيف هذه المرة والمرات حتى نسوا ونسى حتى هو أنه مازال عبقرى
وبعد أن كان عبقريا صار ضعيفا لا لشئ إلا أن الناس رأوه بنظرة جديدة فتغيرت نظرته لنفسه حتى استقر فى قلبه أنه ضعيف بعد ان كان مستقر فى قلبه أنه عبقرى!!!!!
هذه قصة كل قوم يقيمون تاريخهم بالإجمال حتى يتغنوا بجماله وروعته وعظمته
ثم يقيمون واقعهم بناء على مواقف معينة حتى يلعنوه ويحقروه
وهم يتناسون أنهم بذلك يصنعون من الماضى مستحيل التكرار
ومن الحاضر واقع مرير أليم ينفصلون عنه لأحلام الماضى الجميل عسى أنه يتكرر فاضاعوا الحاضر ولم يسترجعوا الماضى!!!
وصار الماضر زمن الملائكة . . . والحاضر زمن الشياطين
وصار الماضى زمن جميل لن يتكرر!!!!
سنظل نغنى عليه
بين الأطلال