الخميس، نوفمبر 03، 2011

إعترافات ثائر حالم

أعترف أنا الموقع أدناه / وائل محمد السنهورى أنى وبكامل قواى العقلية (على ما أعتقد) قررت كما قرر حوالى 20 مليون ثائر مثلى أن يشاركوا فى ثورة 25-يناير ....
أعترف أنى عندما نزلت الشارع كنت سعيداً لأنى أخيراً نطقت بعد أن كنت أمثل دور كومبارس أخرس فى الحياة !!!
أعترف أنى تشجعت أنا وزوجتى وأولادى ونزلنا سوياً نهتف : الشعب يريد إسقاط النظام .
أعترف أنى ظللت ثائراً سواء كنت مستيقظاً أو عندما كانت تغمض عيناى للحظات ،،
وأعترف أنى لم أكن تحريرياً بجسدى ولكن روحى وهى تطوف الاسكندرية كانت ترفرف فى التحرير.
أعترف أنى ربما ما كنت أستطيع أن أنام فى العراء مثل ثائرى التحرير ولكن لو كنت لديهم ورأيتهم لتشجعت .
أعترف أن ليلى كان بين الجزيرة والعربية والقنوات الاخبارية العربية والأجنبية وحتى الفلولية !!! حتى لا يغيب عنى صورة التحرير ولو لثانية، ولو نمت لما كان ذلك إلا تلبية لحاجة جسد مرفه ................
أعترف أنى لم يكن لدى مال فى البيت لأن الثورة حدثت قبل أن نقبض الراتب، وكنت آكل - والحمد لله - الفول والبيض ، وكنت فى نعمة ما بعدها نعمة ، وقضيت أسبوعها الأول هكذا حتى نزل الراتب فى ماكينات الصرف الآلى فى بداية أسبوعها الثانى .
أعترف أنى كنت أنزل قدر طاقة شخصٍ ما نزل من قبل فى مظاهرة واحدة فى حياته، لأنه يخاف .. نعم أخاف أن أضرب أو أعتقل بلا أى سبب مثل أبطال فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" !!! وأن يعذبنى من لا يخاف الله ولا حتى يخاف القانون !!!!!!
أعترف أنى رجعت العمل مرة أخرى فى الأسبوع الثانى مضطراً، ولكنى كنت آخذ أجازة يوم المليونية إذ دعوات المليونية كانت أحد وثلاثاء ، والجمعة وهو أجازة أصلاً ...
أعترف أنى قاطعت رئيسى بحدة عندما عارضنى أن آخذ الثلاثاء أجازة، ولم يكن ديدنى ذلك ولكن الثورة كسرت حاجز الخوف لدى ،، فاضطر رئيسى لإعطائى الأجازة ...
أعترف أن حياتى قبل الـثمانية عشر يومياً فى كومة، وحياتى أثناءهم فى كومة ثانية ، وحياتى بعدهم فى كومة ثالثة !!!
أعترف أن الدنيا نفسها كان لها طعم آخر فى تلك الأيام الثمانية عشر ،، إن شئت أسمِها "ثمانية عشر يوماً فى الجنة"
أعترف أنى خسرت أصدقاء أعزاء من أجل الثورة ، وكسبت أصدقاء أحباء من أجلها أيضاً ،،
أعترف أنى كنت ما قبل الثورة مثال للإنسان المتشائم الذى ينكر أنه متشائم ويسمى نفسه "واقعى"
وأعترف أنى بعد الثورة ولدت من جديد،، وصرت أرى الدنيا برائحة التفاؤل،، وبكتابتى هذه السطور تعرف أنى لم يمن الله علىّ بالشهادة فى الثورة،، ولكن منّ الله علىّ بموت آخر ،، هو موت التشاؤم ،، فلقد استشهد فى معركة الحرية مع نفسى ...
أعترف أنى كنت أحلم ،، وأعترف أنى مازلت أحلم ،، وأعترف أنى لن أتوقف عن الحلم ما حييت ، من الآن وحتى أموت بإذن الله،،
وأعترف أنى لم أعد أحب أن يحاول أحد إيقاظى من الحلم ، برغم أنى فى حياتى العادية أكره الأحلام لأنها تخبرنى بالمستقبل الذى كنت أخافه ولا أريد معرفته حتى ولو كان رائعاً !!!!!
أعترف أننى يوم التنحى أحسست - مخطئاً - أن دورى انتهى وانتهت الثورة وتحقق الحلم
وأعترف أنى أدركت سريعاً أن الحلم لم يتحقق بعد ، فرجعت أحلم ثانية ،، وكان شعارى كما قال أحد النشطاء "الشعب يريد والجيش ينفذ" ....
أعترف أنى كنت مخطئاً أن صدقت أنه يجوز التوكيل فى الثورة !!!! وعرفت أن هناك أعمال لا يجوز التوكيل فيها هى شخصية مثلها مثل الصلاة والصيام ......
أعترف أنى عندما ضغطت على المجلس ليحل مجلسى الشعب والشورى، ويسقط الدستور - فعطله فقط - ويسقط شفيق ويأتى بمن أردنا  معتقدين أنه يصلح وهو شرف ،، أعترف أنى إعتقدت أن ذلك يعنى أن الثورة مازالت مستمرة فى قلبى ...
أعترف أنى بدأت أحس برائحة شياط عندما أعلن المجلس عن نيته فى عمل استفتاء ولجنة للتعديلات الدستورية ،، لا لاتهامى لفصيل أو غيره بخيانة لا سمح الله ، ولكن لأنى ساعتها - وساعتها فقط - أدركت ان الحلم مهدد بالاستيقاظ أو أن يحل محله كابوس !!!
أعترف أن لحظة بداية الاستقطاب ، كانت قاسية علىّ جداً ،، هى أشبه بكابوس أثناء حلم جميل فتبدأ تتململ وتجرى خائفاً مذعوراً من مجهول حتى تستيقظ مغمغماً "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ... خير اللهم اجعله خير ...
أعترف أن هذا حدث بالفعل وكثر تعوذى بالله من الشيطان الرجيم الذى هو الفُرقة والانقسام ..
وأعترف لك قبل أن تقولها أنت أنى بذلك مجنون ،، مثالى ،، ساذج ،، وأكمل أنت ما شئت حتى تستريح
أعترف بأنى ظللت محتاراً بين لا و نعم ،، لم أقرر حتى دخلت اللجنة وقررت ساعتها أن أقول لا ..
أعترف أنى جادلنى النعميون فما أقنعونى ،، وجادلنى اللائيون فما أفرحونى ،،
أعترف أنى قلت لا لفكرة أن أطلب من المجلس أن يدير شؤون "الثورة" ،،، فليدر شؤون البلاد كما يحلو له ،، اقتصاديا وأمنياً أما سياسياً فلا ،، لا و ألف لا ،، لا ،، لااااااااااااااااااااااااااااااا
أنا ما خرجت من بيتى وزوجتى وأبنائى لأعطى توكيلاً فى النهاية لشخص غيرى ،،
وهل اشتكيت لكم ؟؟؟!! وهل ظننتم أنى تعبت ؟؟!! وتريدون أن تريحونى وتعيدونى مرة أخرى ،، إلى أن أعود مواطنا عادياً !!! أقصى أنشطته أن يسقط فى النوم أثناء مشاهدته لفيلم السهرة الأجنبى على إم بى سى 2 !!!! قلت لكم أنا أريد أن أسقط النظام !! لا أريد غيرى أن يسقطه لى !!!
أعترف أنى قررت أن أقول لا حتى يرجع التوافق مرة أخرى لسائر عهده فى الثمانية عشر يوماً .. ولكن أعترف أنى كنت ساعتها حالماً جداً ،،، فكما يقول غير الحالمين "ما كسر لا يصلح" !!!! خلاص يعنى خلاص ،،، إنتهى شهر العسل ورجع الزوجان مرة أخرى للحياة العادية يرجع كلاهما من عمله مكدوداً يذاكر للأولاد ويحضر الطعام ،، وينسى الرومانسية شئياً فشيئاً !!!! ،،
أعترف أنى رومانسى وأعترف أنى من المؤمنين أن شهر العسل اسم مجازى قد يكون شهراً وقد يكون عقداً من الزمان إن أراد العروسان ذلك ،، ولكن يبدوا أن الحب بينهما لم يقوى على أكثر من شهر !!! لماذا ؟! لأنهما "واقعيان" أو إن شئت قل "متشاءمان" ،،
أعترف أنى نويت والنية خالصة لله وأقسمت على ذلك أن أقول لا وإن كانت النتيجة نعم لأفرحن بها كما لو أنها ما أردت حتى يدوم الحب ،، حتى يدوم الحب ،، حتى يدوم الحلم ،،
أعترف أنى خسرت أصدقاءاً نعميين ،، وأعترف أنى بفرحى  بنعم كأنى قلتها خسرت أصدقائى اللآئيين ،، فرجعت مرة أخرى وحيداً !!! ينبذنى كلا الفريقين !!!!!
أعترف أنى لم أعر ذلك أى اهتمام ،، وقررت أن أحب ،، نعم قررت أن أحب الفريقين ،، فريق نعم وفريق لا ،، فكلاهما فريق واحد أغرى بينهما الشيطان العداوة والبغضاء وأخرجهما من الجنة التى كانوا فيها ينعمون ،، وعندما هبطا أو أهبطا من الجنة ظلّا فى جدل بيزنطى آدم هو من أخرجنا من الجنة ،، لا حواء هى من أخرجتنا ،، ونسوا أن من أخرجهما هو الشيطان !!!!
أعترف أنى الآن أصبحت أشفق على أهل نعم و على أهل لا ،، وأشفق على نفسى !!!!!
أعترف أنى أؤمن أن نعم لن تقوم لها قائمة بغير لا ،، والعكس صحيح ،، والدليل ليس "قالوله" بل الدليل التحرير ....
أعترف أنى عندما بدأت حب الثورة ،، قطعت عهداً ألا أكرهها مهما قست علىّ ،،
أعترف أنى مازلت أحلم بثورة ،، شعارها الشعب يريد اسقاط الشيطان ،،، آدم و حواء إيد واحدة ،،
أعترف أنى أنتظر اللقاء بين آدم و حواء على جبل عرفات ليرجع الحبيب إلى حبيبه ،، ويحتضنها
ويقول لها : سامحينى أن أخرجتك من الجنة
فتقول له : لا تقل ذلك سامحنى أنا أن أخرجتك من الجنة
أعترف أنى الآن قبل يومين من وقفة عرفات الحقيقية ،، أنتظر وقفة عرفات المجازية .........
أعترف أنى حتى لو لم أر حواء وآدم على عرفات المجازية ...
سأفعل ما صرت بارعاً فيه ....
سأغمض عينى ....
وأحلم .....
حتى يدوم الحب ،،،
حتى يدوم الحب ...............

الأسكيمو 8

كنا ذات مرة فى البحر،، ووجدنا البحر يتجمد ويتحول إلى ثلج وتوقفت السفينة وتوقفنا حتى نحاول الخروج من هذا المكان بأى وسيلة بسرعة وقررنا الذهاب إلى جزيرة بالقرب نستكشفها.
وجدنا هناك أناس يعيشون فى بيوت من الثلج،، يلبسون فراء الحيوانات،تبدوا حياتهم كئيبة "باردة" لنا ولكنهم يبدوا عليهم السعادة !!!
تعارفنا وتبادلنا الهدايا والحكايات، وذات مرة وجدت واحداً منهم ينظر للشمس ويبتسم، شمسهم من بعدها وإنطفاء حرارتها تنير فقط !!
جلست إلى جواره ،، فخاطبنى وهو ينظر للشمس: أتدرى يا سندباد أن هذه الشمس عظيمة جداً
نظرت إليه متعجباً وسألته: لماذا؟
قال فى ابتسامة شاحبة: انها تحبنا جداً ، وتحبك أنت أيضاً ...
ابتسمت وقلت: وكيف تعرف ذلك،
قال مؤكداً متأكداً: لأنها اقتربت منا اليوم قليلاً ،، عندما أدركت قربك اقتربت، ولكنها تخشى ................ وسكت
قلت له وقد شد انتباهى: تخشى ؟ تخشى ماذا ؟
قال مطأطئاً رأسه: تقول لك أننا معشر الإسكيمو قد اتفقنا معها أن نحبها من بعيد ، نلقى لها التحية والسلام قائلين : سلامٌ يا حبيبى من بعيدٍ لبعيد ،، لو اقتربت لانصهر الجليد وزال عالمنا، سأتركك معها قليلاً ..... وتركنى جالساً أنظر للشمس .. وكأنى أنظر إليها للمرة الأولى ، هل أرى عليها وجهاً مبتسماً كما أرى على القمر ؟! أم هذه تهيؤات !! لا بل حقيقة كأنه وجه ياسمينا !!! 
نظرت إليها وسمعتها تخاطبنى - نعم الشمس خاطبتنى - وقالت: سلامٌ يا حبيبى من بعيدٍ لبعيد
أنا !!! حبيب الشمس !!!
أريد أن أعانقك أيها الشمس ... أريد أن أحبك ولكن .....  ولكن ....... سكت ولم أستطع الكلام ........
قالت لى الشمس: سلامٌ يا حبيبى من بعيدٍ لبعيد،،
قلت لها: ألقاك فى مكان آخر ....
قالت لى : سأظهر لك دائماً،، أنا ياسمينا وياسمينا أنا .... وظهر وجه ياسمينا مبتسماً على الشمس كاملاً ،، وبشعاع ضئيلٍ هزيل أشارت به كأنها ذراعها وكفها الرقيق،، 
سلامٌ يا حبيبى من بعيدٍ لبعيد
وجاء السحاب السخيف وحجبها عنى ،، فبكيت ،، فسمعت صوتها يقول: أنا معك لا تخف ،، أنا لن أكون إلا معك .....
ونظرت فإذ بياسمينا هى التى تخاطبنى وتقول : لا تخف يا سندباد سأكون شمسك ولكن برداً وسلاماً ،، 
احتضنتها بين ذراعى ،، فنقرتنى برفق على رأسى وقالت: سيحين الوقت ولكن لحينها أنا معك ،،
ياسمينا يا شمسى وياقمرى ...يا لحن تغريدى ويا قــــدرى
قرينان كالـعـصفوروالشجر ..وهواك كالأنفاس فى صدرى 
لا عيش لى إلا بمــــــرآكِ ...وبلا هواكِ عـــودى بلا وتـرِ