الأحد، فبراير 12، 2012

أنت معنا أم مع الآخرين؟!

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
{ﻭَﺇِﻥْ ﻃَﺎﺋِﻔَﺘَﺎﻥِ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺍﻗْﺘَﺘَﻠُﻮﺍ ﻓَﺄَﺻْﻠِﺤُﻮﺍ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻓَﺈِﻥْ ﺑَﻐَﺖْ ﺇِﺣْﺪَﺍﻫُﻤَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷ‌ُﺧْﺮَﻯ ﻓَﻘَﺎﺗِﻠُﻮﺍ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺗَﺒْﻐِﻲ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻔِﻲﺀَ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻣْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﺈِﻥْ ﻓَﺎﺀَﺕْ ﻓَﺄَﺻْﻠِﺤُﻮﺍ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺃَﻗْﺴِﻄُﻮﺍ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ } [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ: 9].
لما تقرأ هذه الآية تجد أن هناك طائفة تقاتل طائفة والله يأمر أن نصلح بينهما ولو بعد الصلح تعدت واحدة على الأخرى فهى باغية والله يأمر أن نقاتلها حتى تتوقف وترجع إلى الصلح ثم نحكم بينهما بالعدل.
من إذن الذين أمرهم الله بالإصلاح وقتال البغاة والحكم بالعدل؟!
هم عامة المسلمين الذين لم ينحازوا إلى طائفة من الطائفتين. هم عدول هذه الأمة الذين يحكمون بين طرفى النزاع بالعدل لا بالهوى ولا بالميل لإحدى الطائفتين مقابل الأخرى.
هم مم قال عنهم الله:وكذلك جعلناكم إمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. والوسط هو العدل الذى لا يتحيز إلا إلى الحق.فلو كان مع تلك الطائفة نصرها حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحته الشخصية! ولو كان مع الأخرى فى مواقف ثانية نصرهم أيضا لأنه لا يبتغى إلا ما يعتقده حقا ولا يبتغى إلا وجه.
ولهؤلاء العدول أقول. أنتم رمانة الميزان ولستم إحدى كفتيه. أنتم فقط تنصرون إحدى كفتيه لأن الحق معها هذه المرة ولكن يجب عليكم أن تحكموا فى كل حالة بحالتها. وليس معنى أن جاءكم خصمان أحدهما ذو دين والآخر لا خلق له أن تحكموا لذى الدين أو حتى أن تحكموا لمن لا خلق له حتى يقال أنكم عدول!! بل إتقوا الله واحكموا بما تحسبونه حقا ولو على أنفسكم.
يا أهل العدل والقسط تحتاجكم الدنيا لضبط إيقاعها وحكم ميزانها. ولولاكم لما قامت للحق قائمة.
أينما تولوا فثم وجه الله فاعملوا لوجه الله.
وتذكروا أن الله يهدى بكم ما إن تمسكتم بهداه. فعندما دخل أمير المؤمنين على رضى الله عنه مخاصما يهوديا للقاضى فهش القاصضى لأمير المؤمنين وقال إجلس أبا الحسن، فما كان من أمير المؤمنين عندما وجد القائم بالعدل لا يعدل فاتخذ موقف العادل برغم أنه خصم حتى لا يأخذ شيئا إثما وبهتانا. فقال للقاضى ظلمته ؛فما كان من القاضى إلا أن قال وهل بدأت اصلا!! فقال له لقد هششت فى وجهى وأجلستنى وخاطبتنى بكنيتى كل ذلك ينبئ بأنك قد حكمت مسبقا!!
وتلك القصة التى فتح فيها المسلمون بلادا بلا سابق رسالة فبعثوا لمن؟! لخليفة المسلمين يشكون له جيشه أنه ما طبق شرع الإسلام فيهم!!! فحكم برجوع الجيش وخروجه من تلك البلاد فما كان من تلك البلاد إلا أن دخلت فى الإسلام لعدله!! لم يعرفوا من الإسلام سوى عدله نظريا ورأوه عمليا.
سيتهمكم المتحيزون لفريق أنكم وسط بين الحق والباطل!!! وأنكم مذبذبون لا إليهم ولا إلى الفريق الآخر!!! سيضغطون عليكم بأنكم من شيعتهم وهؤلاء من عدوكم!! يقولون عنكم أنكم لا تغضبون لله ولا للحق!! وكأن الحق معهم خلقة!! سيتهمونكم بالتخاذل عن نصرتهم فهم الحق. سيتهمونكم بأبشع التهم فلا يثنيكم ذلك عن الحق. وحتى لو كان الحق مع متهميكم فأعطوهم إياه وحتى لو كان الحق مع عدوكم فأعطوه إياه. ولا تسأموا من الحق ومن أن تطبقوا العدل حتى يصدق فيكم قول الله عز وجل:وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس.
فبدونكم لن نجد شهداء بالحق وسيضيع الحق بين المتخاصمين وسينتصر الأقوى دائما حتى لو ليس معه الحق.
انصروا إخوتكم ظالمين ومظلومين. إنصروهم بإعطائهم حقوقهم لوكانوا مظلومين ومنعهم من الظلم لو كانوا ظالمين. ولا يهمكم فى الله لومة لائم.
وإجعلوا الله من وراء القصد.
أو هكذا ازعموا.
حتى يحكم الله بيننا يوم القيامة فيما كنا فيه مختلفين هو الحكم العدل.