السبت، أكتوبر 22، 2011

جزيرة الأحلام 5

ذات مرة ألقتنا العواصف والرياح لجزيرة مجهولة لم اتمكن من معرفتها ولا الرجوع إليها مرة أخرى !! نزلنا جميعاً أنا وطاقم السفينة ونزلت معى ترافقنى على كتفى وأحياناً على رأسى ياسمينا، كانت الجزيرة جميلة مليئة بالورود والرياحين والجداول الرائعة التى يجلس أمامها المرء مشدوهاً ويردد "سبحان الله" كما يتنفس !!
جلسنا أنا وياسمينا فى ظل شجرة وأخرجنا من سلتى طعاماً لنأكل، كنت آكل كالغول بالنسبة لياسمينا طبعاً. كنت أقطع قطع الخبز فتاتاً صغيراً وأضعه فى كف يدى وأميل به لمنقارها حتى تأكل منه، صحيحٌ أننى آكل لكنى عندما أراها تأكل أشبع.
- ياليتك كنت إنسية يا ياسمينا الآن، فكما يقال الماء والخضرة والوجه الحسن ، وأنا ينقصنى الآن الوجه الحسن 
أطرقت يامسنا بمنقارها أسفاً وحزناً لثوانٍ، ثم عادت لترفعها قائلة : عندى فكرة تغمض عينيك وتتخيلنى ..
قاطعتها:لا أنا أريدك حقيقة مل عينى ..
وفجأة ومن غير مقدمات ظهرت لنا ساحرة لا أدرى إن كانت طيبة أو شريرة، فلقد احترت بين الحد الفاصل بينهما !!! وقالت فى صوت رخو: أستطيع أن احقق لك أمنيتك وأحولها لإنسية مرة أخرى ....
سقط قلبى أرضاً من الفرح وطارت ياسمينا حولى وحولها فى دورات كثيرة حتى سقطت من الدوران، هل هذا حقيقة أم حلم !!
قالت الساحرة:بل حقيقة فى جزيرة الأمانى، ولكن لكل شئ ثمن 
صاحت ياسمينا:أنا على استعداد أن أدفع كل أموالى
قالت الساحرة فى حزم:لا الثمن ليس مالاً، الثمن سيكون أقسى من ذلك، الثمن أن تفقدى صوتك وتعيشى حياتك مشلولة !!!
ماهذا !! لا يمكن أن تكون هذه ساحرة طيبة، أكيد هى شريرة
قالت ياسمينا بعد صمت كثير فى لهفة: موافقة
صرخت : لا يا ياسمينا لن أكون أنانياً أضحى بك من أجل أن أرى وجهك،
قاطعتنى ياسمينا:وأنا موافقة يا ساحرة
قالت الساحرة فى خبث: إذن نبدأ،ولك منى هدية طالما أنتم فى هذه الجزيرة سيكون لك صوت وأقدام تمشين عليها !! هذا فقط لأنك ضحيت بنفسك، أما عند رحيلكما فستفقدينهما كما اتفقنا، ولك ايضاً هدية أخرى فى خلال يوم إذا أردت الرجوع فى الصفقة قبل الرحيل من هنا فلك ذلك ، اتفقنا ؟
غمغمت ياسمينا فى فرح:اتفقنا
كنت ساعتها غير قادر على الحركة ثبتتنى الساحرة فى الشجرة،أحاول بغضب أن أفك قيوداً وهمية فلم أستطع فاستلمت .. وبكيت حتى سقطت مغشياً على
ولما أفقت وجدتها أمامى ياسمينا التى لم أر وجهها منذ سنين،لم تكن تعنى لى السنين شيئاً ولكن هى المقياس الوحيد...
فُكّت قيودى وطللت أنظر لوجهها، انها ياسمينا ، ظللت أفرك فى عينى لأتأكد من أنى لا أحلم، وكانت حقيقة !!! ياسمينا ، ياسمينا ، اضطربت أنفاسى ودقات قلبى، هذا الوجه أعرفه برغم أننى لم أره منذ زمن بعيد !!!
ظللت أنظر لوجهها أملى عينى منه، سبحان الله، لقد نسيت أنك جميلة جداً يا ياسمينا، أحببتك حتى وأنت طائر بمنقار، أفلن أحبك وأنت إنسان، ياسمينا ..
أطرقت بوجهها أرضاً ثم رفعته بسرعة لأنها تذكرت أن الوقت ليس وقت حياء فهى أيضاً تريد أن ترانى وأنا أراها إنسانة ..
أرجوك يا ياسمينا لقد كانت الساحرة كريمة معنا، تستطيعين الاستمتاع ليوم واحد ثم لترجعى كما كنت حتى لا نرحل وانت بلا صوت أو قدمين ! أرجوك أتوسل إليك
فى البداية صممت، ثم فى النهاية استسلمت لى ولكنها حاولت:ولكن من الممكن أن نظل هنا فى هذه الجزيرة ويرحل الجميع ويتركنا، ونعيش هنا بمفردنا .
-لن نستطيع ذلك يا ياسمينا فهنا جزيرة الوهم والخيال، ولا غنى لنا عن الحياة الواقعية الأسطورية التى نعيشها !!
حاولت نعم لكنى أقنعتها بالاستسلام،، قضينا أجمل لحظات فى حياتينا، ننظر لبعضنا البعض، الحمد لله على يوم واحد ،، صحيح أنه ليس كاف ولكن الحمد لله ..
وقبل نهاية اليوم ذهبنا مرة أخرى للساحرة التى أعتقد أنها طيبة وفككنا السحر مرة أخرى وعادت لوجهها الطائرى ، بكت وبكيت ،، حتى الساحرة بكت ،
نادانى طاقم السفينة أن حان وقت الرحيل،، طارت ياسمينا باكية على كتفى وظلت تنقر خدى، تحملتها لأنى أحبها، ولكن أحب الخير لها ولو على نفسى وعلى ما أحب أنا ...
فأنا السندباد العربى المسلم العربى ، الذى يضحى بنفسه لأجل ياسمينته .
لست دراكولا الذى عندما يحب امرأة يمتص دمها ويحولها إلى شخص منبوذ مثله يعيش بالظلام، ويهلكه ضوء الشمس .. إنه إنسان كريه .. يعيش معنا فى عالم الأساطير أيضاً
لكن ليس كل الأساطير ... فأنا وياسمينا غير .......
ومرحبا بياسمينا معى فى الطريق، طائر جميل يرفرف، شلت يدى إن حاولت يومها قص ريشها ، سأجعلها تطير وتحلق لأنى سأموت إن لم تطر هى !!!
سلام يا جزيرة الأحلام ،،، 

ليست هناك تعليقات: