الخميس، مارس 13، 2014

عن أحاديث السمع والطاعة لأولي الأمر ومنازعته عندما يأتي أي معصية

عن عبادة بن الصامت دعانا النبي ﷺ فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على "السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"
يستدل بهذا الحديث دعاة الخذلان عن نصرة الحق وأهله أمام بطش الطغاة من الحكام، ويقولون أن الكفر البواح هو الكفر الأكبر المخرج من الملة فقط الذي لا اجتهاد فيه بتأويل ولو حتى متعسَّف !
ويكذِّبهم الحديث نفسه إذ في رواية له في صحيح ابن حبان (صححها ماهر الفحل وغيره) كالتالي :
عن عبادة بن الصامت : قال ﷺ : " يا عبادة " . قلت : لبيك ، قال :اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومكرهك وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ، إلا أن تكون "معصية لله بواحا"
وقال النووي في شرح مسلم شرحاً للفظ "كفرا بواحا":المراد بالكفر هنا المعصية.
وهذا هو الحق لثبوت لفظ "معصية لله بواحاً" في رواية صحيحة أخرى.
ولا يحتجَّن دعاة الخذلان الآن برواية صحيح مسلم:قال ﷺ «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم». قال: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة» .
فالأحكام تؤخَذ بجمع النصوص كلها في المسألة لمعرفة الحق،وليس بعض النصوص،إنما ذلك كمن يقول "ولا تقربوا الصلاة" ويسكت ولا يكمل تمويها وتلبيساً.
فالحمد لله على اتباع صحيح سنته كلها وحفظها لنا من المتلاعبين بها من دعاة الخذلان .

ليست هناك تعليقات: