الخميس، يناير 09، 2014

عن حديث افتراق الأمة لفرق كلها في النار إلا واحدة

كل الأحاديث والآيات تؤكَّد بما لايدع مجالاً للشك أن الأمة الاسلامية تنقسم فرقاً وشيعاً وأهواء ،، من ذلك:-
"قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض"،وثبت بالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعاذ من كل ماسبق،واختار أقل قدر محتوم وهو "يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض"،ومن الأحاديث الدالة على ذلك أيضاً "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة،قيل اليهود والنصارى يا رسول الله،قال فمن غيرهم"،،وهم انقسموا فرقاً وشيعاً ونحن فعلنا مثلهم، فهذا أيضاً قدر محتوم،أراده الله كونياً،،ونهانا عن شرعياً،فطوبى لمن اعتصم من الفُرقَة بالقرءان والسنة الصحيحة ،، ومن الأدلة أيضاً حديث"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" فهذا حديث ناصع الصحة يتحدث عن فرقة الحق،،ولا يضرهم من خالفهم وخذلهم بالباطل،،وهذا دليل أيضاً على تفرق الأمة فرقاً وشيعاً، فالتفرق إلى فرق وشيع بين الحق والباطل أمر حتمي قدري كوني،نهانا الله عنه،ومن أنكره مكابر معاند لا يرى الحقيقة الواقعة !!!!
أقول كل هذا لمن يُضَعِّفُ حديث"تفترق أمتى على كذا شعبة كلها في النار إلا واحدة،قيل من هي،قال ما أنا عليه وأصحابي،وفي رواية الجماعة"، فمهما عاندتم بعلم أو بجهل لتضعيف هذا الحديث فهبكم ضعفه -تَنَزُّلاً- فهل نفيتم الواقع هكذا!! الأحاديث والآيات تترى على التفرق وحتميته والحديث يقول لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم وخالفهم إلى يوم القيامة، ومن خذل الحق وخالفه هم طوائف الباطل،،هذا يقين لازم لازب !! وما نفيهم لصحة الحديث إلا لسوء فهمهم له!!! والحديث ينص على فرق كثيرة وفرقة حق واحدة،فقالوا -ولبئس ما قالوا- أن هكذا غالب الأمة في النار، وخطؤهم سببه أنهم قالوا بتساوى أعداد الناس في الفرق،وقسموا الأمة بالتساوى بين الفرق !!!! واللغة تأبى ذلك والبيان العربي يأباه، فضعَّفوا الحديث برأيهم وعقولهم التي نقص فهمها وشذ حكمها عن اللغة، ثم استعانوا برأي علماء الحديث الذين ضعَّفوا اسناده اتباعاً لهواهم لا اتباعاً لعلم الحديث وقواعده الذي جعل على المحدِّثين يضعِّفون الحديث بالعلم لا بالعقل والهوى، وعلماء الحديث أنفسهم يقولون أن فرقة الحق هي "أهل السنة والجماعة"، وليس "أهل البدعة والتفرق"، فمعنى الحديث ثابت يقيناً عندهم وإن اختلفوا في الحكم على إسناد هذا الحديث بالذات.
ويذكِّرني سوء فهمهم بمن ضعَّف حديث"يأكل المؤمن في معي واحدة،ويأكل الكافر في سبعة معي"،معي يعني أمعاء ،، فقالوا المؤمن والكافر لهم نفس الأمعاء فالحديث متنه غلط فهو حديث ضعيف !! ،، هذا حظهم من العلم !! ،، ومن اللغة !! ،، ومن المنطق !! ولا يعرفون معاني اللغة والألفاظ، فنشروا أسلحتهم بالباطل في وجه صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، لكن الله يظهر الحق "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" والحمد لله على نعمة الحق الظاهر واليقين وبيان اللغة العربية السهل المبين.
ومعنى الحديث هو:- أن الأمة تفترق فرقاً -وهذا حادث بالفعل- وأعداد كل فرقة ليست هي قسمة أعداد أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أعداد الفرق فيكون الناتج عدد كل فرقة، ويكون جزء من ٧٣ جزء فقط على الحق والباقي على الباطل،بل كل فريقة بحسب عددها ولا يعني كثرة الفرق كثرة أعداد من ينتسب لكل فرقة، ولا يعني أن فرقة الحق واحدة أن عدد من ينتمي إليها قليل بل عوام المسلمين على الحق وعلى دين الفطرة السليم بإذن الله والحمد لله، ومعنى أن كلها في النار لا يقتضي هذا الفهم المغلوط بخلودها في النار !!!! بل في النار يعني على الباطل ويفعلون الباطل ولذاجزاؤهم النار على باطلهم وعصيانهم وفسوقهم عن أمر الله الحق، وحتى كلمة في النار تعني أن ذلك حرام أحياناً بدليل حديث "ما أسفل الكعبين فهو في النار" ونسبة الشئ للشيطان والنار تعني حرمته وبطلانه وأن جزاء الحرام لمن يقع فيه النار، هذه هي الدلالة السليمة للحديث.
بغض النظر عن من يمسك هذا الحديث ويقول نحن الفرقة الناجية، كي يجادل خصومه وينعتهم بالباطل أثناء جدالهم ويستسهل بدلاً من أن يذكر حجته وبرهانه ودليله السليم من القرءان وصحيح السنة وظاهر بيان اللغة العربية والمنطق، وهذا صنيع فاخش من الذي يفعل ذلك، وليس معنى استغلالهم للحديث في ذلك بطلان الحديث !!! وإلا لأبطلنا كل نصوص الوحي فقد أساءت تفسيرها فرق وأشخاص بالباطل !!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم على تقصيري ، وأدعوا الله أن يجعلنا من أهل الحق ، أهل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ،، أهل جماعة المسلمين وسوادهم.

ليست هناك تعليقات: