الاثنين، ديسمبر 23، 2013

السلفية و الظاهرية ،، حوار عن العقيدة

الظاهرية يوضِّحون كلام ابن حزم الذي قد يبدو ملتبس العبارة الذي جعل "البعض" يتهمه بالجهمية.
الفرق بين "السلفية" والظاهرية:- أن الظاهرية يستعملون المنطق السليم وقواعد اللغة العربية وظاهر الكلام في اثبات عقيدة "تفويض الكيف"، وهو ما يطلق عليه"السلفية" في حين أن بعض أهل الحديث يزندقون المنطق ويتركون علم الكلام بالكلية بسبب ما أحدث فيه الـمُحدِثون، عقيدتنا هي تفويض الكيف،وليس تفويض المعنى،ولا تأويل اللفظ،هذه عقيدة الظاهرية ولله الفضل والمنة
فقط يتحدث الظاهرية عن الموضوع بعقلانية أكثر من بعض دعاة "السلفية" الذين أساءوا في عرض المنهج بعض الشئ ، الظاهرية ولله الحمد حلَّت لي مشاكل كثيرة،ففي الفقه اختلافات واسعة وتأويلات كثيرة،أبتعد عنها بظاهريتي وألجأ للظاهر الثابت، وفي العقيدة أيضاً نفس الكلام،اللغة العربية فيها ألفاظ ولها معاني معروفة،فكلمة "يد" في اللغة معروفة والله عز وجل يقبض بها ويبسط، أما السؤال عن "كيف" هي يد الله ، وكيف يقبض ويبسط ،، فهذا فيه التفويض،تفويض علم الكيف لله،بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل
الاختلاف بين "السلفية" و الظاهرية "منهجي" وليس نتائجي في أغلبه ،، فالنتيجة واحدة "تفويض كيف" ولكن باستعمال أدوات اللغة والمنطق،وليس تقليد "السلف" ، هذا المصطلح الذي لم يضبطه أحد،فمن الناس من يعني بهم الصحابة ومنهم من يضم له التابعين،ومنهم من يضم لهم الأئمةالأربعة،أما التقليد عند الظاهرية مرفوض تماماً،،وعلينا "الاتباع" بالدليل والبرهان وليس لأشخاص حتى لو كانوا على الحق،فنحن معهم بالدليل والبرهان، أعطيك مثال للاختلاف بينهما.
الظاهرية يعتقدون يقينا بنبوة (وليس رسالة) النساء،لوجود النص على الوحي لأم موسى مثلاً فهي نبية،وأما الرسل فرجال بالنص،لأن النبوة هي مجرد الوحي،فكل من يوحى إليه من الناس رجال أو نساء نبي،أما الرسالة فتبليغ شرع "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً"،ومن ينتسبون للسلف قد يختلفون معنا هنا،وقد يسخرون منا،ولكننا على الظاهر واللغة،لا نفارقهم لحكم عرف ولا شئ،هذا بعض من الخلاف، أيضاً قد ينسب البعض لله "العينين" مثلاً لأنه "يرى" ونحن لا نثبت إلا ما ورد بالنص،فالنص به "عين" و "أعين" وليس "عينين" فلا يحل لي نسبة ذلك لله إلا بنص،،نعم نقول الله بصير ويرى وله عين وأعين،،ونقف عند ذلك،،ولا نسمي الله بغير ما تسمى ولا نصفه بغير ما وصف به نفسه ولا نشتق له اسماً من فعل يفعله وهذا من تمام ظاهريتنا،فالبعض ينسب لله اسم "الضار" والعياذ بالله بسبب "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" ولا نقول إلا ما جاء به النص،ولا نتعداه قيد أنملة،وغيرنا قد يفعل ذلك بحكم "القياس" ، ونحن لا نقيس
ولك أن تتخيل أني منذ أكثر من عشرين سنة أدخلني "سلفي" في معمعة تضليل فرق بعينها في العقيدة ولم أحب الانتقاص من أحد ثم هداني الله لرد أحسبه شافياً،فقلت له عندما أقول لك "إيدي على كتفك" فهذا معناه "ساعدني" وهذا ما مع المؤولة من الحق،لكن ينقصهم أن مجرد قول ذلك يعني اثبات أن لي يد وله كتف،ولكن المعنى المقصود من العبارة مجازي،فاندهش لبساطة حجتي وسألني هل قرأت في الموضوع قبل ذلك؟ فقلت لا ثم سكت عني ولم يخاطبني في تلك المعمعة بعد ذلك.
هذا باختصار ما دار من حوار بيني وبين صديق عن ما هو الفرق بين "العقيدة السلفية" و "عقيدة الظاهرية" إن صح التعبيران.
والله أعلى وأعلم.

ليست هناك تعليقات: