يبدوا لمن ينظر الآن لحال أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها أمة هزيلة فى ذيل الأمم ، تتبع كل ناعق ، لا همة فيها إلا للدعة والخنوع !!
هل هذه أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم التى قال عنها الله "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110) "آل عمران
فى الحقيقة ، نعم هى أمة محمد ، سرت عليها قوانين ونواميس الكون التى لا تحابى أحداً حتى لو كان خير أمة ، إذ النواميس تلك من الله "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)" الأحزاب
حتى أن الحبيب صلى الله عليه وسلم يخبرنا : لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : اليهود و النصارى ؟ قال : فمن ؟ .
إلى هذه الدرجة يكون الخضوع !!
ولكن ما سبب ذلك ؟ وهل نستطيع أن نرجع كما ينبغى أن نكون خير أمة ؟
نظرت فى تاريخ أمتنا فوجدت أنه بالفعل والواقع كان خيرها القرون الثلاثة الأول مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ولكن لماذا هذا ؟ هل لأنهم تركوا الدنيا ، واتجهوا للآخرة ؟
بالتأكيد نعم ، ولكن ما هى الدنيا التى تركوها ؟
هى الغرق فى الشهوات و جعهلها هدفا لذاته لا كمطية لبلوغ الآخرة ، وحب الشهوات غريزة قومها الله بالمباحات فقط لا على مصراعيها فقال عز وجل " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)" الأعراف
ولكن البعض ظن أن الشهوات نفسها هى سبب ضلال الأمة ، لا النية فى تعاطيها !!
فظل يحرم الشهوات ظنا منه أنه يفيد الدين والمسلمين ليرجعهم لسابق عهد القرون الخيرية الثلاثة !!
فقال مبينا أن نعيم الآخرة خير من نعيم الدنيا (وهى كلمة حق لا شك فى ذلك ولكن الطريقة خاطئة) : كيف تترك نعيم الجنة لنعيم زائل فالطعام فى فمك طعمه زائل فكم يدوم نصف دقيقة ؟ دقيقة ؟ ثم بعد ذلك يكون مضغة لا طعم ولا رائحة تثير التقزز !! ثم تبلعها لتخرجها برازاً !!" فكيف تستبدل طعام الجنة التى لا تغوط فيها ولا ذهاب للذة إلى نعيم زائل !!
قد يبدوا لك هذه الكلام جيداً ، قد يكون كذلك ولكن ليس هذا هدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، فانظر لكلام رب العزة السابق فى وصفه للمباح بأنه زينة و طيب من الرزق وأنه مشترك بين المؤمنين والكافرين فى الدنيا ولكنه فى الآخرة للمؤمنين وحدهم ، إذن يأخذنا الله من ما نعرفه من الشهوة ويبنى عليه معرفتنا بنعيم الآخرة ، لا يجعلنا نكره ما لدينا بل يقول أننا سنجد هذه اللذة وأكثر منها ، أليس يقول أيضاً "وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)" الواقعة ، فهم يشتهون لحم الطير لذا حببهم الله فى الجنة بأن فيها شهوتهم هذه ولكن أفضل ، يبنى الله على ما هو كائن ولا يهدمه لأنه بذلك لن تستشعر ما سيكون !!
هذا مجرد مثال بسيط جدا جدا قد يبدوا لك عجيباً ، ولكن هذا غيض من فيض .
فيض تحريم المباح الذى يتساوى بالتمام مع تحليل الحرام ولا فرق
أما أنا فأؤمن أن خيرية القرون الأولى كانت لأنهم اجتهدوا فى كل المجالات على مستوى الدولة ، فاحتاج الجيل الأول نشر الدين فصالوا وجالوا فى الفتوح الاسلامية ، ثم جاء من بعدهم ولكن على المستوى الفردى فاحتاجوا لفهم العلوم وتقعيد القواعد فقعَّدوا وأسسوا علوم الآلة كما يقولون مثل النحو و البلاغة والشعر وأصول الفقه و هكذا ، ثم جاء الجيل الثالث للتدوين حتى لا يضيع العلم من لغة عربية أصيلة أو حديث صحيح .
كان علينا أن نكمل المسيرة ، ولكن للأسف لم يكن المجهود المبذول جماعياً بل كان فرديا ، فجيل الصحابة خير الأجيال كان مشروعه (الفتوحات) مشروع دولة ، ولكن الأجيال الأخرى مشروعها لم يكن دوليا بل كان فردياً بذل فيه العلماء أنفسهم وأموالهم حتى قعدوا ودونوا وأصلوا وفرعوا ، وما صلحت فيه النية الفردية مكث فى الأرض لينفع الناس
فقد جاء أن الامام مالك : دخل على أبي جعفر فقال له : أنت أعلم الناس فقال : لا والله يا أمير المؤمنين قال : بلى ولكنك تكتم ذلك فما أحد أعلم منك اليوم بعد أمير المؤمنين ، يا أبا عبد الله - كنية الإمام مالك - ضع للناس كتبا وجنب فيها شدائد عبد الله بن عمر ورخص ابن عباس وشواذ ابن مسعود واقصد أوسط الأمور وما اجتمع عليه الأمة والصحابة
وذكر العلماء أن الإمام ابن أبي ذئب معاصر الإمام مالك وبلديه - قد صنف موطأ أكبر من موطأ مالك حتى قيل لمالك : ما الفائدة في تصنيفك ؟ فقال : ما كان لله سيبقي
بالله عليكم هل ترون موطأ بن أبى ذئب بين أيدينا ؟ ، هل عم نفعه نفع موطأ مالك ؟
لا طبعاً ، مصداقاً لكلمة الامام مالك نفسه "ما كان لله سيبقي"
هل تدرون أن الامام البخارى رحمه الله صاحب الصحيح من الأحاديث ، قد مات محسوراً فى بيته بعدما حقد عليه أستاذه !!! فكيف يجتمع الناس على تلميذ ويتركون استاذه ، فلما قيل له عن البخارى أنه يقول بشئ خاطئ فى العقيدة (لا يهم ما هو المهم أنه برئ) طار بتلك الكلمة محذراً الناس بدون تبين أو تثبت فاعتزل الناس مجلس البخارى خوفاً من الفتنة فى العقيدة !! فمات البخارى فى داره ، كطريد أجرب لا يقربه أحد
بالله عليكم هل يعرف أحدكم أستاذه هذا (نعم يعرفه بعض خاصة أهل العلم) ، ما موقع كتاب البخارى من أنفسنا ، إنه أصح كتاب بعد كتاب الله
لقد فتر عزم الدولة عن المشروعات العملاقة التى يجيش لها الجيوش ، ليس فقط جيوش الحرب ولكن جيوش العلماء والباحثين ، فصار الأمر بين همة عالم وهمة آخر حتى تفكك العزم وصار إلى حب الدنيا وكراهة الموت !!
أما الأمم الأخرى فبدأت تتأسى بسنة الحبيب فضمت قواها وقاتلت المسلمين ، وأرسلت طلبة العلم ليطلبوا – فى جماعات – علم المسلمين ، وأخذوا بنهم وهمة ، وقعدوا القواعد وفرعوا الفروع ونظموا شوارد العلوم ، وأضافوا مبدأ منهجة الفكر والعلوم حتى يسهل نقلها لمن خلفهم حتى يبنوا على ما بنى عليه السابقون ، فصار تقدمهم صاروخياً ، بفضل عاملين ، 1- السعى المؤسسى لا الفردى للعلم ، 2- البناء من حيث انتهى الآخرون .
وها نحن الآن ، كلما وصل العالم لنظريات علمية حديثة مصمصنا شفاهنا وقلنا إن لدينا هذه النظريات فى القرءان منذ 1400 عام !!! فنحن أصل الحضارة !! ويا حسرتى ! لو كان هذا حافز لنا لنهب من سباتنا !! كلا بل هى الدعة والخنوع والتبعية حتى الموت ! وأقصى شئ نبذله مجرد مجهودات فردية ! يموت أصحابها كمداً من سهام "النيران الصديقة" !!! وتهم تكال من هذا لذاك بالتبعية للغرب أو الشرق أو الماضى أو أى شئ المهم أن نتهم النوايا ونعادى بعضنا بعضا و إلى الله المشتكى .
وتهنا فى ظلام جهل مؤسسى منظم على نطاق الدول
هل هذه هى النهاية ؟ كلا والله يا أمة الحبيب
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة
هل هذه أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم التى قال عنها الله "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110) "آل عمران
فى الحقيقة ، نعم هى أمة محمد ، سرت عليها قوانين ونواميس الكون التى لا تحابى أحداً حتى لو كان خير أمة ، إذ النواميس تلك من الله "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)" الأحزاب
حتى أن الحبيب صلى الله عليه وسلم يخبرنا : لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : اليهود و النصارى ؟ قال : فمن ؟ .
إلى هذه الدرجة يكون الخضوع !!
ولكن ما سبب ذلك ؟ وهل نستطيع أن نرجع كما ينبغى أن نكون خير أمة ؟
نظرت فى تاريخ أمتنا فوجدت أنه بالفعل والواقع كان خيرها القرون الثلاثة الأول مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ولكن لماذا هذا ؟ هل لأنهم تركوا الدنيا ، واتجهوا للآخرة ؟
بالتأكيد نعم ، ولكن ما هى الدنيا التى تركوها ؟
هى الغرق فى الشهوات و جعهلها هدفا لذاته لا كمطية لبلوغ الآخرة ، وحب الشهوات غريزة قومها الله بالمباحات فقط لا على مصراعيها فقال عز وجل " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)" الأعراف
ولكن البعض ظن أن الشهوات نفسها هى سبب ضلال الأمة ، لا النية فى تعاطيها !!
فظل يحرم الشهوات ظنا منه أنه يفيد الدين والمسلمين ليرجعهم لسابق عهد القرون الخيرية الثلاثة !!
فقال مبينا أن نعيم الآخرة خير من نعيم الدنيا (وهى كلمة حق لا شك فى ذلك ولكن الطريقة خاطئة) : كيف تترك نعيم الجنة لنعيم زائل فالطعام فى فمك طعمه زائل فكم يدوم نصف دقيقة ؟ دقيقة ؟ ثم بعد ذلك يكون مضغة لا طعم ولا رائحة تثير التقزز !! ثم تبلعها لتخرجها برازاً !!" فكيف تستبدل طعام الجنة التى لا تغوط فيها ولا ذهاب للذة إلى نعيم زائل !!
قد يبدوا لك هذه الكلام جيداً ، قد يكون كذلك ولكن ليس هذا هدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، فانظر لكلام رب العزة السابق فى وصفه للمباح بأنه زينة و طيب من الرزق وأنه مشترك بين المؤمنين والكافرين فى الدنيا ولكنه فى الآخرة للمؤمنين وحدهم ، إذن يأخذنا الله من ما نعرفه من الشهوة ويبنى عليه معرفتنا بنعيم الآخرة ، لا يجعلنا نكره ما لدينا بل يقول أننا سنجد هذه اللذة وأكثر منها ، أليس يقول أيضاً "وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)" الواقعة ، فهم يشتهون لحم الطير لذا حببهم الله فى الجنة بأن فيها شهوتهم هذه ولكن أفضل ، يبنى الله على ما هو كائن ولا يهدمه لأنه بذلك لن تستشعر ما سيكون !!
هذا مجرد مثال بسيط جدا جدا قد يبدوا لك عجيباً ، ولكن هذا غيض من فيض .
فيض تحريم المباح الذى يتساوى بالتمام مع تحليل الحرام ولا فرق
أما أنا فأؤمن أن خيرية القرون الأولى كانت لأنهم اجتهدوا فى كل المجالات على مستوى الدولة ، فاحتاج الجيل الأول نشر الدين فصالوا وجالوا فى الفتوح الاسلامية ، ثم جاء من بعدهم ولكن على المستوى الفردى فاحتاجوا لفهم العلوم وتقعيد القواعد فقعَّدوا وأسسوا علوم الآلة كما يقولون مثل النحو و البلاغة والشعر وأصول الفقه و هكذا ، ثم جاء الجيل الثالث للتدوين حتى لا يضيع العلم من لغة عربية أصيلة أو حديث صحيح .
كان علينا أن نكمل المسيرة ، ولكن للأسف لم يكن المجهود المبذول جماعياً بل كان فرديا ، فجيل الصحابة خير الأجيال كان مشروعه (الفتوحات) مشروع دولة ، ولكن الأجيال الأخرى مشروعها لم يكن دوليا بل كان فردياً بذل فيه العلماء أنفسهم وأموالهم حتى قعدوا ودونوا وأصلوا وفرعوا ، وما صلحت فيه النية الفردية مكث فى الأرض لينفع الناس
فقد جاء أن الامام مالك : دخل على أبي جعفر فقال له : أنت أعلم الناس فقال : لا والله يا أمير المؤمنين قال : بلى ولكنك تكتم ذلك فما أحد أعلم منك اليوم بعد أمير المؤمنين ، يا أبا عبد الله - كنية الإمام مالك - ضع للناس كتبا وجنب فيها شدائد عبد الله بن عمر ورخص ابن عباس وشواذ ابن مسعود واقصد أوسط الأمور وما اجتمع عليه الأمة والصحابة
وذكر العلماء أن الإمام ابن أبي ذئب معاصر الإمام مالك وبلديه - قد صنف موطأ أكبر من موطأ مالك حتى قيل لمالك : ما الفائدة في تصنيفك ؟ فقال : ما كان لله سيبقي
بالله عليكم هل ترون موطأ بن أبى ذئب بين أيدينا ؟ ، هل عم نفعه نفع موطأ مالك ؟
لا طبعاً ، مصداقاً لكلمة الامام مالك نفسه "ما كان لله سيبقي"
هل تدرون أن الامام البخارى رحمه الله صاحب الصحيح من الأحاديث ، قد مات محسوراً فى بيته بعدما حقد عليه أستاذه !!! فكيف يجتمع الناس على تلميذ ويتركون استاذه ، فلما قيل له عن البخارى أنه يقول بشئ خاطئ فى العقيدة (لا يهم ما هو المهم أنه برئ) طار بتلك الكلمة محذراً الناس بدون تبين أو تثبت فاعتزل الناس مجلس البخارى خوفاً من الفتنة فى العقيدة !! فمات البخارى فى داره ، كطريد أجرب لا يقربه أحد
بالله عليكم هل يعرف أحدكم أستاذه هذا (نعم يعرفه بعض خاصة أهل العلم) ، ما موقع كتاب البخارى من أنفسنا ، إنه أصح كتاب بعد كتاب الله
لقد فتر عزم الدولة عن المشروعات العملاقة التى يجيش لها الجيوش ، ليس فقط جيوش الحرب ولكن جيوش العلماء والباحثين ، فصار الأمر بين همة عالم وهمة آخر حتى تفكك العزم وصار إلى حب الدنيا وكراهة الموت !!
أما الأمم الأخرى فبدأت تتأسى بسنة الحبيب فضمت قواها وقاتلت المسلمين ، وأرسلت طلبة العلم ليطلبوا – فى جماعات – علم المسلمين ، وأخذوا بنهم وهمة ، وقعدوا القواعد وفرعوا الفروع ونظموا شوارد العلوم ، وأضافوا مبدأ منهجة الفكر والعلوم حتى يسهل نقلها لمن خلفهم حتى يبنوا على ما بنى عليه السابقون ، فصار تقدمهم صاروخياً ، بفضل عاملين ، 1- السعى المؤسسى لا الفردى للعلم ، 2- البناء من حيث انتهى الآخرون .
وها نحن الآن ، كلما وصل العالم لنظريات علمية حديثة مصمصنا شفاهنا وقلنا إن لدينا هذه النظريات فى القرءان منذ 1400 عام !!! فنحن أصل الحضارة !! ويا حسرتى ! لو كان هذا حافز لنا لنهب من سباتنا !! كلا بل هى الدعة والخنوع والتبعية حتى الموت ! وأقصى شئ نبذله مجرد مجهودات فردية ! يموت أصحابها كمداً من سهام "النيران الصديقة" !!! وتهم تكال من هذا لذاك بالتبعية للغرب أو الشرق أو الماضى أو أى شئ المهم أن نتهم النوايا ونعادى بعضنا بعضا و إلى الله المشتكى .
وتهنا فى ظلام جهل مؤسسى منظم على نطاق الدول
هل هذه هى النهاية ؟ كلا والله يا أمة الحبيب
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق